فضح التلمود

سليمان الفهد / كاتب وسياسي عراقي

Sulaiman_alfahd@hotmail.com

" فضح التلمود " كتاب وضعه الأب أي. بي. برانايتس وترجمه إلى العربية زهدي الفاتح، وهو كما يدل عليه اسمه يفضح نظرة اليهود إلى المسيحيين من خلال تعاليمهم في التلمود الذي جمع من مصادر متعددة يذكرها المؤلف الكاهن أي. بي. براناتيس وهو عالم فاتيكاني كاثوليكي لاهوتي ملم باللغة العبرية وكان عضوا في هيئة التدريس في جامعة الروم الكاثوليك للأكاديمية الإمبراطورية في مدينة سانت بطرسبرغ ( ليننغراد ) وقد كتب دراسته باللغتين العبرية واللاتينية ورخص له بنشرها من قبل أعلى مقام اكليركي.

 والكتاب ( باللغة الانكليزية قبل إعداده من الفاتح ) الذي ترجمه ترجمة حرفية عن النص اللاتيني، وهو دراسة موضوعية مستندة إلى مصادر التلمود اليهودي وقوانينه ( كلمة قانون التلمود تعني الشريعة ) وقد وضع المؤلف النص العبري مقابل النص اللاتيني حتى لا تساء ترجمته، ولوضع اليهود في زاوية تمنعهم من الإنكار.

 ومع إن الكاهن قد ذكر بمصير البروفسور " تشاريني " الذي اغتيل على حين غرة بعدما اخذ على عاتقه ترجمة التلمود إلى العامية، وبمصير الراهب " ديداكوس" في " فيلنا " المتحول من اليهودية، الذي صرعوه بوحشية وآخرين أمثالهما ومع أن أصدقاءه حذروه مئات المرات باللغة البولونية " لكن اليهود سيقتلونك " إلا انه لم يبال بتحذيراتهم فختم كتابه بالعبارة التالية :( مهما يصيبني مما قلت فسأتحمله بكل سرور بل إني مستعد للتضحية بحياتي حتى اصمد شاهدا على الحقيقة ).

 ولكن الأب برانايتس لقي حتفه كما تنبأ على أيدي أعدائه اليهود أبان الثورة البلشفية سنة 1917 في روسيا.

 والكتاب يبدأ ببحث موجز عن أصل ووجود التلمود والتفسيرات التي وضعت وجمعت عليه، ثم يقسم إلى جزأين : الأول يبحث في تعاليم التلمود حول المسيحية، والثاني يبحث في القوانين التي تلزم اليهود بأتباعها عندما يعيشون وسط المسيحيين.

إما كلمة التلمود فهي مستخرجة من كلمة " لامود" التي تعني تعاليم " التلمود " أي الكتاب العقائدي الذي وحده يفسر ويبسط كل معارف الشعب اليهودي وتعاليمه.

 إما أصل التلمود فان الرابيين ( جمع رابي وهو رجل الدين اليهودي ) يقولون إن موسى(ع) بالإضافة إلى تسلمه القانون المكتوب على ألواح من حجر من ربه ( يدعونه توراة شيبكتاب ) فقد تسلم أيضا شروحا وتفسيرات لهذا القانون الشفوي إلى " جشوا " وهذا نقله إلى الشيوخ السبعين، وهؤلاء بدورهم نقلوه إلى " الرسل " الذين انتهوا بنقله إلى " كبير اليهود "، وحين بات من المستحيل استيعاب هذه التعاليم والحفاظ عليها شفويا جمعت ودونت، وذلك بعد اضافة شروحات علماء القانون " الشريعة " للمساعدة على استيعابها لدى الدارسين وبذلك تكونت أسس التلمود اليهودي.

 في القرن الثاني بعد الميلاد وضع " الرابي جيهودا" الجزء الرئيسي والأساسي ل " التلمود " وهو " الميشناه " الذي اعتبره اليهود المرجع الرسمي الموثوق به لتعاليمهم. وقد دخل واضع الكتاب في تفاصيل العناصر المكونة للتلمود، وتحدث عنها بالتفصيل، ويمكن استخلاصها بالتالي :

 1- الميشناه : الجزء الأساسي للتلمود وضعه جيهودا ( القرن الثاني بعد الميلاد ).

 2- الجمارة : تفسيرات ومناظرات واستنباط أحكام من الميشناه.

 3- توسيفوث : تعليقات للرابي أو شعيا، وهي كلمة تعني" ملحق".

 4- بيسك توسيفوشا عبارة عن أطروحات قصيرة ومبادئ بسيطة.

 5- الملاحظات الهامشية للرابي "أشير " ( القرن الحادي عشر ) دعيت أيضا توسفوث.

 6- البيروش هامشني – أوشا الذي وضعه موسى بن ميمون.

 

 أقسام التلمود

 يقسم التلمود إلى ستة أجزاء رئيسية تسمى الأنظمة، كل جزء يعنى بزاوية من زوايا الحياة الاجتماعية والعبا دية والمعاملات والأعياد والقرابين والزواج والطهارات والزراعة. وكل جزء بدوره ينقسم إلى أجزاء قد تصل إلى احد عشر جزاء.

 يضم التلمود الكامل 63 كتابا من أصل 524 فصلا، وبما أن التلمود كما لاحظنا كتاب ضخم، ذو طبيعة فوضوية، كانت الحاجة ملحة إلى إيجاد خلاصة وافية عند تيسر دراسة، لذلك ظهرت تلخيصات عديدة، وكلما ظهر كتاب تبعه آخر أكثر سهولة، وقد تناول المؤلف هذه الكتب بالدراسة الوافية، حتى توصل إلى كتاب لرابي فلسطين " جوزف كارو -1488- 1577ميلادي " الذي سمي ب"اللوحة المحضرة " وقد اعتمده اليهود الشرقيون وبسبب العادات المختلفة بين الشرق والغرب اعتمد في الغرب كتاب " طريق موسى " وهو تعليق على " اللوحة المحضرة " الذي اعتبر كتابا مقدسا بصورة دائمة.

 يقول المؤلف : أن ظنون المسيحيين بالتلمود مثبته بوفرة، وقد حرم وحرق من قبل ارفع حكام الكنيسة رسميا وفي كثير من الأزمان، نورد منها : سنة 553 على يد الإمبراطور جوستينان الذي حرم نشر وتوزيع الكتب التلمودية وكذلك في القرن الثالث عشر حين امر كل من البابا غريغوري التاسع والبابا اينوسنتا الرابع بإحراق التلمود، وبعد ذلك أدان الكتب التلمودية كثير من الأحبار الرومانيين( وقد ذكرهم المؤلف بإيجاز)، وذلك حتى القرن السادس عشر حينما فسد نظام الكنيسة نتيجة ظهور مذاهب جديدة على حد تعبير المؤلف فشرع اليهود يوزعون التلمود علنا وقد ساعدهم على ذلك ظهور صناعة الطباعة المخترعة حديثا آنذاك، فطبعت وصدرت تقريبا جميع الكتب اليهودية التي كانوا ينشرونها كاملة.

 وعند نهاية القرن باشر كثير من الرجال المشاهير بدراسة التلمود بدافع ذاتي فخاف اليهود على أنفسهم واخذوا يحذفون الأجزاء الصريحة في مناهضتها للمسيحيين، فالتلمود المنشور في باسل سنة 1578 قد أصبح مبتورا في مواضع كثيرة، كما كانوا يعتمدون الخداع في الكتابة فكثير من الكلمات كانت تقرأ بزيادة نقطة أو حرف فتقلب تمام المعنى مثل :

 يسوع يدعى " جيشو " والكلمة تعني " فليمح اسمه وذكره ". اسمه الأصلي هو "جيشوا" الذي يعني : المخلص ".

 ماري و(مريم عليها السلام) تدعى " شاريا ", وتعني روشا. اسمها الأصلي " مريام " القديسون المسيحيون، الكلمة بالعبرية هي " كيدوشيم " واليهود يدعونهم " كيديشيم " أي الرجال المخنثون، إما القديسات فيدعونهن كيديشوت أي المومسات. الأحد يدعى بيوم الكارثة.

 الكنيسة لا تدعي " بيث هاتيفيللاه" أي بيت الصلاة بل بيت " هاتيفلاه" أي بيت الباطل وكتب الإنجيل تدعى كتب الخطيئة........ الخ ونشر المعلمون اليهود كثيرا من الكتب التي تفسر الفقرات المبهمة من التلمود وقد أتى على ذكرها المؤلف.

 

 الجزء الأول

 في هذا الجزء يبحث تعاليم اليهود فيما يتعلق بالمسيح والمسيحيين وينقسم إلى فصلين :

 الفصل الأول – يبحث فيما يعلمه التلمود لليهود عن يسوع المسيح (ع) الذي يقول أن اسمه في اللغة العبرية هو " جيشوا هانوتسري " أي يسوع الناصري ويسمون المسيحيين بالناصريين ( نسبة إلى مدينة الناصرة ) وكلمة جيشوا تعني المخلص والمنقذ ولكن هذا الاسم قلما يظهر في التلمود إذ يختصر ويقال ""جيشو" التي اقتبست بحقد من أوائل أحرف كلمة عبرية تعبر عنه" ليمح ذكره واسمه " كما يدعى بأسماء أخرى مثل ذلك الرجل والرجل المعني و " النجار ابن النجار " و " الرجل الذي شنق " ويضع المؤلف نصوصا في اللغة اللاتينية عن النص العبري.

 

 من هو المسيح ؟

 كما يستعرض المؤلف الفقرات التي تتكلم عن المسيح (ع) بأنه ابن غير شرعي وقد حملته أمه خلال فترة الحيض، وكانت تتقمصه روح " ايسو" (الشيطان أو الشر ) وانه مجنون ومشعوذ، مضلل، صلب ثم دفن في جهنم، فنصبه أتباعه منذ ذلك الحين وثنا لهم يعبدونه. ونأخذ بعض الأمثلة التي ذكرها الكتاب : " قال الرابي اليعازر للشيوخ : الم يمارس ابن ستادا ( أي مريم ) الشعوذة المصرية بان قطع رموزها داخل لحم جسمه ؟ أجاب الشيوخ : لقد كان مجنونا، ونحن لا نهتم بما يفعله المجانين...... ابن سنادا، ابن "بانديرا" ( بانديرا هذا كان زوج سنادا، أمه، التي هجرت زوجها وافترت الزنا ) وفي أماكن أخرى من التلمود، تؤكد أن ابن ستادا وابن باندير هذا ليس سوى يسوع الناصري.

 " قال مار " " : ضل يسوع وافسد إسرائيل وهدمها ".

 ويرويس كتاب " زوهار " أن يسوع مات كبهيمة ودفن في كومة قذر : "......... حيث تطرح الكلاب النافقة، وحيث أبناء ايسو ( المسيحيون) وأبناء إسماعيل بالإضافة إلى المسيح ومحمد غير المختونين والنجسين كالكلاب النافقة....... هؤلاء جميعا مدفونون معا........"

 ثم يتحدث عن تعاليم المسيح الملل الوثني الذي لا يستطيع تعليم شيء سوى الكذب والهرقطة اللتان يعوزهما التفكير السليم.

 مثال : " الناصري هو الذي يتبع تعاليم كاذبة يبتدعها رجل يدعو إلى العبادة في اليوم الأول والثاني للسبت " كما يبحث تعاليم السبت المستحيلة الإدراك.

 

 الفصل الثاني

 في هذا الفصل يبحث المؤلف ثلاثة أمور :

 أولا : الأسماء التي تطلق على المسيحيين في التلمود.

 ثانيا : طبيعة الناس الذين يصورهم التلمود على أنهم المسيحيين.

 ثالثا : ما يقوله التلمود حول عبادة المسيحيين الدينية.

 أولا : مع أن الكلمة الأساسية للمسيحيين في التلمود هي " الناصريون " إلا أنهم يدعون بأسماء أخرى للدلالة على كل من هم غير يهود، وعلى كل لقب أو اسم من هذه الأسماء يضع المؤلف بين يدينا مصادر من التلمود للتحقق والتأكد من صحة ما ورد، وقد أحصاهم بعشرة أسماء تبدأ ب :"ابهوداه زاراه " ( ديانة غريبة وثنية )، أكوم ( استخرجت من الأحرف الأولى لكلمات تعني عبدة النجوم والكواكب )، خدام الأوثان، المهرطقون، سكان العالم الفانية، الأغراب........

 ثانيا : ما يعلمه التلمود عن المسيحيين :

 " على الإسرائيلي ألا يرافق " أكوم " لأنهم مدمنو إراقة دماء ".

 " غير مسموح اقتراب حيوانات اليهود من الغويم ( المسيحيون )، لأنه يشك في أن يضاجعونها.........." حين يصلي عشرة أشخاص معا في مكان واحد..... يجب أن لا يوجد في هذه الصلاة لا روث ولا أكوم ( مسيحيون ) "" على المرأة أن تطهر نفسها إن رأت شيئا نجسا ككلب، حمار، مسيحي، مجذوم........".

 ويأتي المؤلف بشواهد أقبح مما ذكر هنا، فأثرنا أن لا ننقلها. حفاظا على المشاعر، وكما يقول المؤلف الأب برانايتس، لا شيء أكثر مقتا مما يمكن تصوره عما يقول هؤلاء اليهود عن المسيحيين، فهم يقولون عنهم وثنيين أو أسوأ نوع من الناس، أسوأ من المسلمين أصلهم شيطاني، أرواحهم تعود إلى الشيطان في الجحيم بعد الممات.

 ثالثا : في هذه المقالة يبحث المؤلف نظرة اليهود حول طقوس المسيحية وعبادتها وبما أن المسيحيين وثنيين، في نظر اليهود فمن الطبيعي أن جميع أشكال عبادتهم وثنية أيضا، كنائسهم تدعى بيوت الكذب والوثنية، ويعتبر كل ما تتضمنه هذه الكنائس من كؤوس القربان وتماثيل وكتب إنما وجدت لتكون طعاما للأوثان، وتدعى أعيادهم بأيام الشيطان.

 يقول : " محرم بيع كتب الأنبياء إلى العرافين ( الكهنة ) طالما انه من الممكن أن يستخدموها في سبيل ديانتهم الشريرة، في كنائسهم الوثنية ".

 الجزء الثاني

 في هذا الجزء يبحث المؤلف التكاليف التي يوجهها التلمود لليهود في كيفية التعامل مع المسيحيين وهي تتلخص بنقطتين :

 1- تجنب المسيحيين.

 2- العمل بكل ما يستطيع لإفناء المسيحيين.

 وتجنب المسيحيين واجب لعدة أمور منها :

 1- لا يستطيعون المشاركة في الطريقة اليهودية للحياة.

 2- نجسون.

 3- وثنيون.

 4- قتلة عمدا متعمدا.

 وبما أن اليهودي ينتمي إلى " الشعب المختار " وهو مختون ذو منزلة سامية لا يشاركه في مستواها احد، بل ولا حتى الملاك يستحق أن يتساوى معه. فالحقيقة انه مبجل على نحو مساو للإله تقريبا ويقول الرابي شانيا " من يضرب إسرائيليا فهو بفعلته هذه إنما يهين وجه جلالة الله المقدس "...... اليهودي وحده يحترم كرجل وجميع الأشياء يجب أن تكون في خدمته خصوصا " الحيوانات التي لها أشكال آدمية ".

 واجب كل يهودي

 ويستخلص المؤلف انه من الواضح أنهم يعتبرون جميع أنواع التعامل مع المسيحيين مفسدة وانتقاصا من قدر كرامة اليهودي، على هذا فالمفروض على اليهود أن يتعمدوا بالابتعاد قدر المستطاع في عيشتهم وتعاملهم عن المسيحيين.

 الفصل الثاني

 في هذا الفصل يبحث المؤلف المقالات التلمودية التي تتحدث عن نظرة اليهود لإتباع " ذاك الرجل " أي السيد المسيح عليه السلام الذين يدعونهم ( رومانيين ) نسبة إلى روما الفاتيكان فهم طغاة يأسرون أبناء إسرائيل، وبهلاكهم، أي المسيحيين، يستطيع اليهود التحرر من الأسر الرابع. من اجل ذلك، على كل يهودي أن يبذل كل ما في وسعه لتحطيم هذه الإمبراطورية العاقة غير التقية الخاصة بالايدوميين ( روما ) التي تحكم العالم بأسره، وما انه من ناحية ثانية، يستحيل تحقيق هذه الغاية دائما، وفي كل مكان....... فأن " التلمود " يلزم بأنه من الواجب التهجم على المسيحيين على نحو غير مباشر على الأقل، أي إلحاق الضرر بهم بكل طريقة ممكنة، وذلك يؤدي إلى الحط من شأن قوتهم مما يساعد على قرب هلاكهم النهائي. فأن من الواجب على اليهودي في الظروف السانحة. قتل المسيحيين، وليفعل دون رحمة.

 يقول الرابي " بيشلئي "، مفسرا نص تثنية الاشتراع ( من أسفار التوراة ) : " يعلمنا الكتاب المقدس كراهية الأوثان ( يقصد بالوثن المجسم الذي يضعه المسيحيون للسيد المسيح عليه السلام ) ودعوتها بأسماء حقيرة. وهكذا فانه إذا كان اسم كنيسة " بيثغاليا"، أي بيت العظمة، فانه يجب تسميتها " بيتكاريا" أي بيت حقير، مرحاض، لأنه كلمة " كاريا" تدل على شيء وضيع، حي قذر فقير مزدحم بالسكان ".

 يقول الرابي " جوشانان "، للغوي الذي يتفحص بفصول القانون. " كل من يسفك دم شخص غير تقي ( غير يهودي ) عمله مقبول عند الله كمن يقدم قربانا إليه ".

 وفي نهاية الكتاب، على حد قول معد الكتاب بالعربية لم يجد ابلغ من القرآن مما يعقب به على الكتاب، فوضع آيات من سورة آل عمران والنساء التي تتحدث عن ولادة المسيح (ع)، وحياته، ورسالته، ونظرة القرآن إلى أهل الكتاب من مسيحيين ويهود.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com