في محافظة المثنى.. ناحية الهلال.... ناحية لعشيرة واحدة

 

جاسم فيصل الزبيدي

كل شيء على المعمورة جائز للتغيير..فمحاولات التاريخ عرضة للتغير..وكثيراً ما تتغير الملامح الجغرافية وتتغير التضاريس، وقد يطرأ تغير على الوصف السكاني..لكن الشيء الذي لايقبل التغير، والثابت دوماً تجددالحياة بمعانيها وصورها الحيوية الجميلة.

والهلال، ناحية تجمعت حولها كل الخصال الحميدة، وهي واحدة من المناطق التي تركت اثراً واضحاً في التاريخ، وانجبت رموزاً يقف امامهم التاريخ بثبات واجلال...انها تمتلك كل المقومات النادرة من شجاعة وكرم، شهامة ومروءه وحكمة تتباها بها عشائر السماوة ويفتح لها التاريخ اذرعاً تمتد الى عوالم الخير والأمن والسلام ..تواصلت مع الحياة في مختلف ميادينها، وكانت دائماً في المقدمة في تضحياتها ووقفاتها المشرفة وكفاحها النبيل ضد التسلط والتبعية، وكان لها النصيب الكبير من المآسي والالام والظلم والحيف خلال العقود المظلمة الماضية .ولكنها ظلت تقاوم بشرف وكبرياء صفحات القهر من التعسف بقوافل الشهداء وهي تنتظر البشارة ..بشارة الخلاص من كل مالحقها من حيف وقهر السنين العجاف.

تقع ناحية الهلال الى الشمال الغربي من قضاء الرميثة بمسافة (15) كم الكثافة السكانية لهذه الناحية تقدر بـ(30000) نسمة يقطن سكان هذه الناحية عشيرة واحدة هي عشيرة (الأعاجيب) مما اضفى عليها مناخاً امنياً جيد، ينتشر سكان الناحية بين شاطيء نهر الفرات الذي يقسم الناحية الى قسمين وهو يحتضن سكان هذه المدينة بمائه العذب، الذي وفر جواً مناسباً لزراعة محصولي الحنطة والشعير ، ناهيك عن زراعة الرز والذرة ..يحد ناحية الهلال من الشمال قضاء الحمزة التابع لمحافظة الديوانية، من الجنوب ناحية المجد ومن الشرق حدود بلدية الرميثة ومنا لغرب منطقة المملحة التابعة ادارياً الى قضاء السماوة .

لقاءنا الاول مع السيد علي شريف الريشاوي مدير بلدية الهلال ليحدثنا عن الواقع الخدمي في الناحية قائلاً :تقوم دائرتنا بالعديد من الواجبات المعتادة والمتمثلة بردم المستنقعات ، وفتح الشوارع في بعض المناطق والاشراف على حملات التنظيف في مركز الناحية اضافة الى رفع انقاض جزء من المتنزه على امل ان تصلنا ميزانية لتأهيل هذا المتنزه، ناهيك عن بناء سياج خارجي بطول 80 م..مضيفاً "منذ استلامي للدائرة في الاشهر القليلة السابقة عملت بالتنسيق مع مديرية البلديات على جلب آليات خدمية للبلدية "وعن الأعمال المستقبلية قال شريف "بين اهم الاعمال المستقبلية في ناحية الهلال هو تشييد محطة بانزين لفك ومعالجة ازمة الوقود السائدة ، ولدينا مقترح بأبدال مشروع اكساء الشوارع الداخلية في الناحية بمشروع بناء المحطة، على اعتباران شوارع الناحية هي غير محتاجة للأكساء "وناشد الجهات المعنية من خلاللكم بأعطاء هذا الموضوع اهمية قصوى لما له من اهمية كبيرة في رفع العبيء عن المواطن مشيراً الى "ان هناك خطة لتوزيع قطع الاراضي التي تشمل عوائل الشهداء والسجناء السياسين والمهجرين، الموظفين العسكريين ..مقترحاً ان تكون مشاريع التنظيفات عن طريق البلدية بصورة مباشرة بدلاً من المقاولين .."

امافي قطاع الصحة التقينا م.الطبي علاء عبد الحسين كاظم مدير المركز الصحي وكالة ليحدثنا عن طبيعة

عمل المركز الصحي في ناحية الهلال قائلا:ان المركز الصحي في الناحية يقوم بتقديم خدمات صحية للأهالي البالغ تعدادهم السكاني (30) الف نسمة ، والتي تشمل خدمات الرعاية للطفل والام او اللقاحات والعلاج وكذلك التوعية والأرشادات الصحية، بالأضافة الى اخذ نماذج من مياه الشرب وفحصها عن طريق مادة الكلور، واجراء التحاليل المختبرية التي يقوم بها المركز الصحي .وعن اهم المعوقات قال عبد الحسين "ان من بين ابرز المعوقات التي يعاني منها المركز الصحي واهالي الهلال هو عدم وجود كادر متخصص للعمل على الاجهزة الحديثة التي زودتنا بها القوات اليابانية على الرغم من حاجة المنطقة الماسة لمثل هذه الأجهزة التي قلما تمتلكها الدوائر الصحية في بقية المحافظات كأجهزة (السونار والتخطيط واجهزة حساسة اخرى) وقلة عدد منتسبي المركز الصحي مما يسبب ارباك وتعطيل العمل..وعدم وجود طبيب اسنان في الوقت الحالي لعدم توفر سكن لهذا (الطبيب، على الرغم من توفر عيادة كاملة واجهزة لطبيب الأسنان.واقترح مدير المركزفتح دورات تدريبية خاصة على الأجهزة الحديثة للأستفادة منها من قبل ابناء المدينة ورفع الحيف عن كاهل المواطنين الذين تبعد منطقتهم عن المحافظة بـ(35) كم. وبخصوص الأنجازات التي قدمها المجلس البلدي خلال الفترات السابقة والنصرمة قال السيد عقيل غانم عبود رئيس المجلس البلدي في ناحية الهلال "هناك اربعة مشاريع في قطاع الكهرباء ضمن مشاريع مجلس المحافظة، شملت منطقة العبار، منطقة الدرعية ومنطقة الشنانة اضافة الى منطقة سيد بشات ..تشيد مشروع مركز صحي في منطقة الجمجة الغربية، بناء مدرسة ابتدائية في منطقة سيد جودة تشيد جسر في منطقة العطشان عند تقاطع ساوة بكلفة مليار وستمائة الف دينار اضافة الى تأهيل طريق بطول 10كم سعن طريق قوات متعددة الجنسيات وتأهيل طريق بطول 22,5كم ابتداءاً من الطريق العام (رميثة _حمزة) وصولاً الى منطقة سيد جودة ..كذلك

تأهيل طريقين طول كل منهم 3كم ومشاريع اخرى توجد ضمن الخطة لهذا العام .وعن اهم المعوقات قال رئيس المجلس من بين اهم العراقيل هو تأخير المشاريع من قبل مجلس الأعمار، مقترحاً ان تكون لجان مشتركة من المجلس والدوائر المعنية، وحصر الموضوع في مجلس المحافظة، اضافة الى مشكلة اخرى لاتقل اهمية عن سابقاتها التي اعتراض المواطن على عدد غير قليل من المشاريع بحجة (النهوه)..وفي سؤالنا عن رأي المجلس بمستوى تنفيذ المشاريع، اجاب قائلاً مستوى التنفيذ لا يرقى الى المستوى المطلوب وهو دون الطموح، وانا شخصياً غير مقتنع بهذا التنفيذ لعدم وجود جهة فنية متخصصة في المجلس وعدم متابعة الدوائر المعنية لهذه المشاريع.

وعن الوضع الأمني المستقر في هذه الناحية الذي أصبح مثالا يقتدى به في المحافظة ألتقينا النقيب خالد منفي حسون مدير شرطة الهلال ليحدثنا قائلا: "أن الدور الذي تضطلع به مديريتنا هو القيام بالدوريات المستمرة، والمرابطات على الشارع العام أضافة الى متابعة السيارات الحوضية التي تحاول تهريب

مادة النفط والغاز... ناهيك عن متابعة شكاوى المواطنين"مشيرا "أن لتعاون عشيرة الأعاجيب مع منتسبي الشرطة أضفى وضعا أمنيا مستقرا وتبادل معهم المنتسبين نفس الدور، حيث يساهم جميع منتسبي المديرية من ضباط ومراتب بأفراح وأتراح هذه العشيرة، مضيفا "بالتعاون مع الملازم مسافر الياسري يتم تحويط العديد من المشاكل عن طريق الحل بالتراضي لما يكنه له أبناء العشيرة من أحترام وتقدير، وما يحمله لهم من تفاني وتضحية من أجل حل قضاياهم العالقة. وعن أهم المعوقات التي تعاني منها المديرية قال حسون: أن الأدارة الصلبة والأيمان الصميم بقضيتنا يجعلنا نتجاوز مسألة المعوقات المتمثلة بقلة الآليات، وأعتماد منتسبينا على أنفسهم في عملية التسليح وعدم وجود مولدة تفي بالغرض، ناهيك عن أن دائرة الآثار طالبتنا وما زالت تطالبنا بأخلاء بناية المركز (المخفر) على أعتبار أن البناية تاريخية وتعود لدائرة الأثار.

بينما أكد المهندس ميثم حسون عبد مدير دائرة ماء الهلال على أنه "تم مد شبكة أنابيب لعدة مناطق أضافة الى مجمع تصفية في الصوب الثاني يستخدم لتغذية منطقة (آل بو حويش-الخضرة-الجمجمة الشرقية) ويوجد مجمع على نهر تعزيز الرميثة لضخ الماء الى مركز الناحية، وبصدد المشاريع المستقبلية أشار مدير الدائرة الى أنه "سيتم في الأيام القادمة أنشاء مجمع سعة 200م3/ساعة لتغذية قرى الناحية، وأنشاء خزانات أرضية بسعة 450م3 لضخ الماء لحل مشاكل شحة الماء. أما عن المعوقات فأكد عبد على "أن أنقطاع التيار الكهربائي يعتبر من أهم ألاسباب التي تؤدي الى شحة الماء، وقلة مجمعات توزيع الماء على القرى والأرياف المترامية الأطراف في الناحية، أضافة الى شحة مادة (الكاز) التي تعتمد عليها المولدات التابعة لهذه المجمعات مما يسبب أرباك في عملية الضخ، وكذلك حاجة المقطورات التي توزع الماء على القرى والتابعة للدائرة الى الوقود..مشيرا الى "أن أغلب المشاريع التي نفذت في الناحية هي بتمويل من القوات اليابانية والمنظمات الأنسانية..

أما عن دائرة كهرباء الهلال فقد رفض مدير الدائرة التصريح والأدلاء لأي جهة أعلامية بخصوص الأنجازات والمشاريع المستقبلية التي ستنفذها الدائرة، والمعوقات التي تعاني منها على الرغم من ألحاح بعض الفنيين والموظفين في الدائرة لكنه لم يجد نفع، لاسيما المعلومات الأستخباراتية التي تمتلكها الدائرة هي معلومات جهنمية، وأن المشاريع التي تنفذها الدائرة هي مشاريع فولاذية، ولايجوز أختراق الجهاز المعلوماتي لهذه الدائرة الحساسة لئلا يعلم المواطن (الفقير) بأسرار لايحمد عقباه، ليتمتع دهاقنة الدوائر بهذه الكعكة التي لايمسها ألا المطهرون. لكن للمواطن الهلالي رأي أخر يختلف نوعا ما عن رأي المسؤول، الذي طالما أبدىتفائلا بمستوى الخدمات ويبدو أن للمواطن نظرة مغايرة للواقع الخدمي في الناحية على أعتبار أنه المتلقي للخدمة بكافة أشكالها حيث قال الشيخ الداعية محمد عبيد آل جناح "أن مجمل الخدمات المقدمة هي دون المستوى المطلوب، أذا لم يكن فاشل، بدليل أن أغلب المشاريع التي نفذت لم ترقى الى المستوى المطلوب مبتدأ قوله بحديث نبوي شريف "من أمسى وأصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم" منتقدا عمل الدوائر الخدمية في الناحية، مشيرا الى أن مديرية الطرق والجسور لم تبدي أي أهتماما بجسر الهلال الذي أصبح معتادا على أستقطاب الضحايا قرابينا له من خلال حوادث العبور بسبب معاناته الأزلية عندما يرتفع وينخفض منسوب المياه، ومشاريع الماء التي لم تبدي نفعا سوى مد الأنابيب ونصب الخزانات متسائلا "ما فائدة مشروع تصفية الماء، أذا لم يكن الماء محلى" وأما حصة الناحية الرشيقة من الكهرباء لم تكن نفس الحصة المقررة لبقية النواحي، وكذلك معاناة المركز الصحي بسبب عدم وجود كادر متخصص لأجهزة السونار والأشعة والتخطيط، اضافة الى عدم وجود طبيب أسنان في المركز الصحي على الرغم من وجود عيادة خاصة للطبيب" أما عن معاناة ناحية الهلال في مجال الأتصالات فهي معاناة خاصة، حيث لاتوجد خدمة هاتفية في الناحية على الرغم من وجود دائرة اتصالات وموظفين على النقيض من بقية النواحي في المحافظة التي تتمتع بخدمة هاتفية وأن مركز الناحية بحاجة الى حاويات وأعادة تأهيل المتنزهات، على أعتبار أن المركز هو وجه الناحية.. مؤكدا "أن المشاريع التي نفذت في منطقتي أم الدشيش وتل الكط لم تجدي نفعا ولم تجلب سوى الضرر لهذه المناطق" ومضيفا "سبق وأن عرضنا هذه الملاحظات على المسؤولين لعدة مرات لكننا لم نجد آذانا صاغية لتخليص المنطقة من هذه المعاناة..

 

محكمة عرفية

كانت ومازالت العشائر متمسكة بأعرافها وتقاليدها وهي ما يسمونها ب(السواني)للحفاظ على كيانها ووحدتها وضمان مصالحها المعاشية.وقد تعارفوا على وضع اسس معينة لمعالجة عموم شؤون العشيرة .او وضع قواعد واسس تعالج اعراف وعلاقات العشيرة بغيرها من العشائر الاخرى كمقدار الدية، الفصل وغير ذلك....وهنا يبرز دور (الفريض)اي بالمدلول اللغوي تعني الحاكم او القاضي .لحل النزاعات بين القبائل المختلفة اوالمتنازعة .ليبت بينهما بحكمة الذي يرضي الطرفين، وقد تستمر هنا الجلسة او(الحضرة)عدة جلسات او تتطلب حضور عدة اطراف كشهود او محكمين او متعهدين، وهنا المسائل تختلف حسب نوعية المشكلة او (الطلابة)..والفريض بطبيعة الحال يحمل في طياته موادا لجرائم ومشاكل مختلفة وعقوبات شخصية بما تحمله المحكمة من مواد قانونية .كل

حسب جريمته وخطأه .وتسمى هذه القوانين في العشيرة(الاعراف)والسانية هي بمثابة القاعدة او القانون العرفي الذي اتفقت عليه العشيرة مع بقية العشائر او العشيرة فيما بينها .والسانية قد تكون حديثة اي تنظم فقرة جديدة على اعتبار ان هذه المسألة لم تحدث من قبل ، او سانية ثابتةباعتبار قد تواترت العشيرة او العشائر على استخدامها ..وهي اشبه من حيث الفحوى والهيكل بالمحكمة القضائية فيما يخص وضع الحلول لكل المشاكل والجرائم ومعالجة كثير من المسائل التي عجز عنها القانون ، فهناك مثلا (القتل المتعمد، القتل غير المقصود (الخطوة )، وهناك الجريمة التي تؤدي الى العوق ، وكذلك الاعتداء بالالة ، اضافة الى اشهار السلاح الخ ...)وكل له تعويضه الخاص (الفصل)..والغور في اعماق هذا الموضوع يتطلب منا كتابة بحق وليس تحقيق ...وحقيقة وانت تدخل محافظة السماوة حيث مضارب بني حجيم وتتطرق الى موضوع الفراضة او السانية، يلوح بالافق اسم فريضة بني حجيم فيقترن هذا الموضوع بأسم الشيخ الفريضة كريم مطلب ال ابو دربيل شيخ عشائر الاعاجيب في العراق الذي من الله عليه بهبة الحكمة والمعرفة والملكة ومنحه الهيبة، بحيث اصبحت ما من مشكلة او معضلة الا وانتهت عند حنايا مضيف الشيخ كريم المطلب، وغالبا ما يسمى فريضة (بني حجيم)اي العشائر المحيطة بمحافظة المثنى، ..ولمع اسم الشيخ في مجال الفراضة في الفرات الاوسط بصورة خاصة والعراق بصورة عامة، فتاتية الفرائض من كل حدب وصوب ..من الرمادي، الموصل، صلاح الدين، بغداد، بابل، ناهيك عن محافظات الوسط والجنوب، وحتى بعض المشاكل تحدث في دول مجاورة كدول الخليج مع اطراف عراقيين فيبعث امراء تلك المناطق ومشايخها بوضع الحلول، عن طريق المراسلة او (الطروش )او الانابة عنهم في بعض المسائل التي هو طرف فيها، وبعثت له المرجعية عدد من الرسائل تطلب منه تدخله في بعض المسائل وحلها..وقد يتصور البعض ان الشيخ اكتسب هذه المعرفة عن طريق الدراسة او التعليم ، لكن الشيخ لم يكن خريجا لاحد من المعاهد القضائية ولم يجول في اروقة الجامعات بل لم يقر كتابا، ولم يدخل المدرسة اصلا ..ولكنه توارث هذه المعرفة والحكمة من ابيه عن جده ...ومن خبرته الطويلة في هذا الميدان وتستمد الاعراف فوقها من الموروث العشائري والديني لهذه المناطق التي غالبا ما تكون مجتمعات فطرية تحمل طابعا دينيا .وكثيرا ما كانت المحاكم ومراكز الشرطة تبعث له بعض المسائل التي تتطلب حلا رضائيا ..وكان له دورا بارزا ابان سقوط النظام البائد بعد 2003/4/9 حيث اصدر قرارات صارمة للحيلولة دون حدوث سفك دماء، من خلال عمليات الثائر ومخلفات النظام السابق .كثيرا مايلفت انتباه المجالس الى طبيعة حكمة اثناء الجلسة (الفراضة)اصغائه للطرف المتكلم ومداخلاته في ابسط الاشياء، وزجره لبعض المتكلمين، وانفعاله بعض الاحيان وعادة ما (يتنقب بشماغه) على ظهره بحيث يظن البعض بانه لم يبالي بهم او لم ينتبه لقضيتهم، وسرعان ماينقض عليهم بسيل من الاسئلة وقد يبادر بعض الاحيان الى تجهيز القهوة او تقليب الحجر في المنقلة، الشيء الذي يشكل تصورا للجمهور بانهم في وادي والشيخ في وادي اخر، فيفاجئهم بالحل ...تعتبر عشيرة الاعاجيب من العشائر التي شكلت في ربوعها مضربا للكرم والنخوة والتضحية ..ومن الملفت للنظر ان هذه العشيرة التي يبلغ تعداد سكانها في ناحية الهلال ..(30000 )نسمةلاتمتلك مطعما واحدا او حتى (كافتريا)بسبب رفض شيوخ ووجهاء المنطقة هذه الظاهرة معتبرين اياها مظهرا من مظاهر البخل، اي بخل العشيرة، معللين ذلك بأن مضائفهم وبيوتهم مشرعة لكل من دخل اسوار هذه العشيرة..

 

ثورة لابد منها

لم تكن ناحية الهلال في السابق تحمل هذا الاسم، حيث كانت تسمى ب(حوران)وحمل المخفر الذي بني في وسط المنطقة قسرا من قبل الانكليز بعد ثورة راح ضحيتها (40)شهيد من افراد هذه العشيرة، اسم حوران.لم تنتهي سياسة الانكليز الهمجية والتعسفية كفرض الضرائب، والتجنيد الاجباري ...بانتهاء ثورة العشرين وعقد الهدنة التي وقعت مع زعماء عشائر السماوة، لكن بعض زعماء العشائر لم يخضع لسياسات المحتل ومشاريعه التعسفية، فكانت هناك معركة (العارضية)عام (1935-1936 )التي اشتركت فيها ثلاث عشائر فقط الاعاجيب والظوالم وبني عارض.. بعدها بفترة تم اعتقال عدد من زعماء قبائل بني حجيم وكان من بينهم الزعيم حسين ال صندوح رئيس قبيلة الا عاجيب انذاك وولده الشيخ منشد وابن عمه الشيخ شعلان ال زين، لرفضهم الاذعان لسياسة الانكليز في المنطقة كرفضهم لعملية التجنيد الاجباري التي يتولاها الانكليز .. واغتنموا بذلك فرصة اعتقال زعيم القبيلة وهو رمز من رموز ثورة العشرين الذي اشترك بقوة عشائرية تقدر ب (2000) مقاتل في ثورة العشرين بحسب المؤلف الشيخ فريق مزهر الفرعون ، وللمؤلف كلمة عندما قال(عندما اقتربت القوات الانكليزية من موقع الاعاجيب في معركة العارضيات اذاقوهم المر حتى لاذوا بالفرار )وفي مذكرات السيد محسن الحكيم قال بحق الشيخ حسين ال صندوح في جهاد الشيعة (ذلك الاسد الهرم الذي يترنم بفرسه وسط المعركة ...)ومواقف وشهادات اخرى لايسعنا ذكرها ..عندها قر ر الانكليز بناء مخافر في المناطق الساخنة ، فاتجهوا صوب عشيرة الاعاجيب وهي من العشائر الثائرة التي تمثل حجر عثرة امام المخططات الاستعمارية انذاك ..فتحركت قوة عسكرية من الرميثة باتجاه عشيرة الاعاجيب (حوران )فتصدى لها غطارفة حوران في منطقة شط خزعل (6كم)غرب الرميثة، بقيادة المغوار (عبود كاظم ال فضيل )وهو من وجهاء العشيرة، وللامانة لم تشترك كافة العشيرة في المعركة بسبب تواطيء بعض الرموز مع الحكومة انذاك لمصالح شخصية .واستمرت المعركة لعدة ايام استخدمت خلالها القوات الانكليزية شتى

الاسلحة كالطائرات والمدفعية والاسلحة الرشاشة، يقابل ذلك اسلحة تقليدية بسيطة كان يمتلكها الثوار، لكن الايمان الصحيح والارادة الصلبة للثوار كبدت المحتل عشرات القتلى، ووقع في هذه الثورة (40)شهيدا من الثوار..ولم يبنى مخفر حوران الا على جماجم الانكليز التي مازالت شاهدا حتى الان، وفي نهاية عام 1936 قام الملك غازي بزيارة معتقل حويجة، فاختاره شيوخ بني حجيم ان يتكلم عنهم الشيخ حسين ال صندوح فأنشد الملك

قائلا :احنا اهل الفرات ابلا خفا مبينين .

اركبناهم كراسي اوبينا عز للدين .

انشدك يغازي ذنب شمسوين .

الشيد عرشك تمهي بيه.

فامر الملك غازي الى البلاط باطلاق سراحهم ...عام 1968ذهب وفد من عشيرة الاعاجيب الى مقابلة رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف وكان من بين الوفد الشيخ منشد حسين الصندوح والشيخ شعلان ال زين والشيخ كريم المطلب الشيخ الحالي لعشائر الاعاجيب في العراق واخرون، وطلب الشيخ منشد من رئيس الجمهورية ان تؤسس ناحية في وسط العشيرة مقرها مخفر حوران، فصدر القرار ولم يطبق بسبب قيام انقلاب1968..وفي عام 1970زار نفس الوفد وزير الداخلية سعدون غيدان انذاك واكد الشيخ كريم المطلب نفس الطلب، فأمر محافظ المثنى عيادة الصديد بتنفيذ الامر، وصدر الامر انذاك واختارت الوزارة اسم ناحية الهلال بدلا من حوران.

 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com