قناة الرافدين ...مهلا.
 


حامد الجدة

hamidjadda@gmail.com

لا ينكر احد من العراقيين ان قناة الرافدين الفضائية المقربة من هيئة علماء المسلمين قد لعبت دورا كبيرا في إبراز الحقائق وإماطة اللثام عن كثير من جرائم الاحتلال والحكومة التابعة له إبان مرحلة النفوذ الأمريكي الكامل , وقد كانت الخطوط البيانية للقناة ما بين صعود وهبوط , من حيث المشاهدة أو العزوف عن متابعة المشاهدين لها ( واغلبهم من السنة), تبعا للظرف الأمني والسياسي للعراق. فكلما كانت وطأة الاحتلال والحكومة اشد على الشعب كلما كانت نسبة مشاهدة القناة اعلي كما هو حاصل اليوم, حيث أسهم قناة الرافدين في أعلى مستويات المشاهدة, وبما يتناسب مع الفضاعات المرتكبة من قبل جنود الحكومة وشرطتها بحق العراقيين عامة, والسنة منهم على وجه الخصوص . فبعد أن تهاوت أسهم المالكي وحكومته ,أصبح الفكر الجمعي العراقي مأخوذ بكليته باتجاه الصوت المعارض. وقد استمرت القناة على نهجها الوطني الفاضح لجرائم الحكومة وأزلامها خلال مرحلة انحسار النفوذ الأمريكي . واليوم تستمر الرافدين بسياستها الرافضة للاحتلال الفارسي, الذي أصبحت ملامحه تطغى على جميع الصور في المشهد العراقي , ولن يمر وقت طويل حتى نرى العلم الإيراني يعلو فوق بناية وزارة المالية وغيرها من وزارات العراق(لا قدر الله). ومع أن قناة الرافدين شانها شان بقية القنوات لا تخلو من مبالغة او تضخيم للحدث . ولا احد ينكر عليها ذلك , كون بقية القنوات التي تحسب على جهات أخرى قد درجت على عادة الكذب والادعاء وحتى التزوير, خصوصا تلك القنوات الممولة من قبل الأحزاب المهيمنة على ميزانية الدولة العراقية المجللة بالفساد من رأسها إلى اخمص قدمها .

لعبت قناة الرافدين مع أختيها الشرقية والبغدادية على عكس قناة العراقية الحكومية الكاذبة , لعبت دورا رائدا في مواكبة أحداث ثورة الشباب في ساحة التحرير الرافضة للفساد الحكومي , بل الرافضة للحكومة وأزلامها الذين عاثوا في العراق الفساد.

هذه الثورة المستمرة منذ أربعة أسابيع. غير أن الرافدين مع سياستها الرصينة مدعوة لتقف وقفة تأمل مع ذاتها, فهي تستهدف اليوم وبالتحديد ما ترافق مع ( جمعة المعتقلين) تستهدف رجلا طالما عرف بأنه أول من نادى بإطلاق سراح المعتقلين( ومعظمهم أبرياء اخذوا من الشوارع ظلما وبهتانا) بل لعله الوحيد الذي تجرأ بالدخول إلى زنزانات المعتقلين ومتابعة شؤونهم في وقت كانت آلة الحرب الأمريكية والحكومية تنهش الجسد العراقي فيما المليشيات الطائفية كانت منشغلة بتثقيب وتمزيق أجساد الشباب بالدريلات وتلقي بها على قارعة الطريق أمام مرأى ومشهد من منتسبي الشرطة والجيش الطائفيان ( حيث امن الجانبان غدر بعض, فكلاهما كانا أدوات بيد اسيادهم المجوس) غير ابهين برئيس او رئيس وزراء او وزير فكلهم من عصابة واحدة تناصب العراقيين العداء ,اجتمعت كلمتهم ضد السنة. ولولا جهود هذا الرجل ما كان لقانون العفو العام أن يرى النور ويقر في البرلمان رغم أنوف المجوس الذين تغص بهم قاعة البرلمان . حيث أطلق بموجبه الآلاف من المعتقلين الأبرياء ,حتى ضجت الشكوى من قبل أولئك الذين قدموا ولائهم لايران قبل الولاء للعراق . حيث اتهموا الرجل بانه هو المسئول عن أعمال التفجير التي طالت بغداد بسبب جهوده في اطلاق سراح المعتقلين الذين اتهموا بتلك التفجيرات (حسب زعم الحكومة) حتى أصبح أمر إطلاق سراح المعتقلين سبة يواجهها الرجل من قبل اعدائه الذين ناصبوه العداء منذ 9 سنوات .هل نسيت قناة الرافدين مافعله المجوس بطارق الهاشمي ؟ هل نسيت دماء اشقائه الثلاثة ؟ هل نسيت الحرب الدعائية والاعلامية المضللة التي تعرض لها الرجل عبر قنوات المجوس العاملة في العراق والتي تزيد على الخمسة عشر فضائية ناهيك عن الاذاعات التي تبث سمومها الطائفية في الجسد العراقي؟ هل نسيت قناة الرافدين ما قامت به صحيفة البينة الجديدة ورئيس تحريرها المقبور ستار جبار من حملة مسعورة استهدفت المكون السني من خلال الاساءة الى طارق الهاشمي؟ ما زالت الكتابات التي تستهدف السنة من خلال الاساءة الى طارق الهاشمي تملا المواقع الالكترونية وفي مقدمتها موقع شبابيك الغارق في الطائفية حد النخاع.

افلم تجدي يا قناة الرافدين ومن بين جميع السياسيين المجرمين الغارقين حتى رؤوسهم بالفساد والإفساد والقتل والرذيلة من تصبي عليه جام غضبك وتحمليه مسؤولية ما يحصل في العراق سوى طارق الهاشمي , ولنفرض جدلا ان للرجل عيوبه وأخطائه ( فهو بشر مثل الناس) افلا تتفقون معي ان اسمه ان جاء في قائمة ما, فسيكون في اخر القائمة مقارنة مع أسماء الآخرين . أما كان الأولى يا قناة الرافدين ان تستهدفي المجرمين الحقيقيين الذي دمروا العراق. الهاشمي لم يامر بقتل احد , الهاشمي لم يملأ السجون بالمعتقلين ولم يمنع البطاقة التموينية عن الفقراء ولم ياخذ المناقصات التي تقدر بالمليارات ويترك شوارع المدن خربة تملؤها الحفر .الهاشمي لم يقدم العراق لقمة سائغة لايران .
قناة الرافدين اظهرت الهاشمي في فواصل تلفزيونية وهو يزور المعتقلين ويعدهم باطلاق سراحهم , ثم تختم الفاصل بجملة مسيئة للهاشمي فحواها انه لم ينفذ وعده .هل نسيتي يا قناة الرافدين ان الحكومة تطلق سراح عشرة وتعتقل في اليوم الثاني مئة ؟ هل نسيتي ان القضاء يحكم باخلاء سبيل المعتقل ويمتنع آمر السجن من تنفيذ القرار الا بعد ان ياخذ ( الدفاتر من الدولارات) ام ان سنوات ابتعادكم عن العراق في الغربة قد انستكم واقعنا العراقي المرير. وبالله عليكم ياقناة الرافدين ويا هيأة علماء المسلمين , من اين ياتي الرجل بالقدرة على التغيير ان كان القانون قد حرمه من الصلاحيات ؟ ومن اين تاتي قدرته على تغير القانون الذي وضعه المجوس , وفتواكم تحرم على العراقيين المشاركة في الانتخابات والعملية السياسية ؟ من اين ياتي التغيير ان كان سلك الجيش او الشرطة او القضاء او الوزارات السيادية والخدمية ومنتسبيها حكرا على الشيعة ومحرم على السنة بفتواكم . اتسائل هنا,هل كان حل مشكلة العراق بان تصبح الهيئة مؤسسة إرهابية, وأمينها العام مطلوبا بقضايا ارهابية بسلطة القانون المجوسي؟ أم إن مشكلة العراق قد انتهت عندما طوردت المؤسسات الإعلامية الوطنية كالرافدين والبغدادية وبغداد والشرقية واصبحت مقيمة في ارض الاغتراب؟ ام عندما اصبح العراق البلد الاول عالميا في عدد مهجريه ومهاجريه!!!

إنصافا للرجل أقول , لقد كان الهاشمي وحيدا في صراعه مع الأمريكان وخدم المجوس, حتى في الفترة التي كان فيها على رأس هرم الحزب الإسلامي ولا يخفى على الجميع ما فعله الحزب بأمينه العام والذي انتهى بخسارة الحزب الإسلامي شعبيا, فيما بقي للرجل رصيد محبة في قلوب الناس , حيث كان السنة يميزون طارق الهاشمي عن الحزب رغم كونه الأمين العام له. وفي ذلك مفارقة عجيبة ينبغي على قناة الرافدين أن تقف عندها طويلا قبل أن تبالغ في الإساءة إلى رجل لم تصدر منه إساءة لاحد. فالرجل ولأكثر من عام ولأسباب طائفية ما زال مقصى عن منصب هو الأحق به من الآخرين , فرغم صلاحياته التي تقترب من الصفر وخلافا لجميع الطاقم الرئاسي إلا أن طارق الهاشمي لم ينفق المنافع الاجتماعية على ملذاته ومصالحه الشخصية بل أنفقها على الأيتام والأرامل والمستحقين من الذين ابتلاهم الله بفقد جزء من أطرافهم بترت بمفخخات الاحتلال والإرهاب والمجوس.
وختاما أقول" الرجل الخامل لا يخطئ, بينما الرجل المجتهد ترافق عمله بعض الأخطاء"
فأي الرجلين تود أن تكون ؟؟؟

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google

 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com