السيرة الذاتية السرية لمشعان الجبوري

(الحلقة الأولى)

 

 

 

حيدر الحسناوي

 

 

رداً على تصريحات الرفيق المناضل مشعان الجبوري حول عدم إنتمائه لحزب البعث الساقط وعدم صلته بأركان النظام البائد إرتأينا أن نضع بين يدي الأخوة القراء من أبناء شعبنا الشريف هذه الحقائق عن (المرشح) لمنصب رئيس الجمعية الوطنية ولهم الحكم بذلك:

بعد أن تلفع بثوب الديمقراطية التي لايحسن أدائها ، وهي منه براء، لأنها أي الديمقراطية سلوك وتربية وخصائص نفسية لايمكن أن يدعيها كل من هب ودب، ومشعان ركاض هذا دكتاتوري في سلوكه وفي تعامله مع الآخرين،ولنا أدلتنا في هذا الصدد وسوف نستعرضها بالتفصيل في حلقتين بأذن الله تعالى .

وفي مجال الديمقراطية المدعاة كان موضع سخرية وتندر حسين كامل في لقاءات خاصة بين الأثنين في عمان بعد أن هرول مشعان ركاض لإستقباله هناك، وكان يدعي أمامه بأنه ديمقراطي وحسين كامل أعرف بخلفية صاحبه فكان يناديه ساخراً ( ياديمقراطي) .

مشعان ركاض ضامن الجبوري من مواليد 1957 في قضاء الشرقاط من محافظة الموصل ، لم يكمل دراسته الإبتدائية قتل والده ركاض الجبوري في إحدى  المعارك التي شنتها قوات النظام البائد ضد الأكراد ، بعد أن تطوع في صفوف (الجحوش) ضمن قوات الوليد في المجموعة التي يقودها حواس الصديد شقيق المجرم عيادة كنعان الصديد محافظ المثنى وتكريت سابقاً ، والجحوش تسمية أطلقها الأكراد على أفواج المدنيين الذين يقاتلون الى جنب قوات السلطة ( وهي تسمية تليق بشأنهم) .

ولمقتل أبيه في معركة غير مشرفة ضد الأكراد كان له الأثر في شخصيته المتناقضة وربما لشعوره بالذنب أمام الأكراد وتعويضاً عن النقص كان يقول (( لأن الشعب الكردي لايتشابه مع الشعب العراقي لامن حيث الثقافة ولا من حيث التأريخ ، ثم أن قيام هذه الدولة ( يعني الكردية) أمر يهدد أمن تركيا وليس العراق ، وكذلك يجب أن يكون العراق هو المشجع على قيام هذه الدولة ، وتركيا ستعارض هذه الدولة)).

وبعد قتل أبيه في معركة الجحوش ضد الأكراد عاش مشعان في كنف زوج أمه الذي كان يعامله بقسوة شديدة ويبدو أن هناك قاسماً مشتركاً من حيث النشأة بينه وبين سيده ( صدام) كان له تأثيراته في حياة كل منهما.

وتكريماً للجحوش عكفت سلطة بغداد على جمع أبنائهم ومكافأتهم ليكونوا ضباطاً من خلال إدخالهم في دورات خاصة تؤهلهم ليكونوا ضباطاً بغض النظر عن كفاءاتهم والوثائق التي يحملونها، وأثناء هذه الدورات كان عدي يتردد عليها وقد إنتقى مجموعة منهم للحراسات وكان مشعان من بينهم إذ إلتحق بسرية الحراسة الثانية في قصر الطاغية.

وحسب رواية شقيقه درع الدين الجبوري عند لقائه مع أحد المجاهدين المعتقلين ذكر بأن أخاه مشعان رقي الى رتية ملازم في عقد الثمانينات حتى وصل الى رتبة ملازم أول وعين في إدارة إسطبل خيول الطاغية ، وكان مسؤول إدارتها برتبة مقدم.

وعن طريق خدمته في القصر الجمهوري إستطاع مشعان ركاض ضامن الجبوري أن يقيم علاقات صداقة مع بعض أفراد العائلة الحاكمة ، إعترف ببعضها على صفحات مجلة المجلة في عددها (228) الصادر في 9/6/1996 قائلاً :(معرفتي في بغداد بحسين كامل كانت سطحية وكان شقيقه العقيد صدام صديقي) .

وصدام كامل مجرم محترف تلطخت يداه بدماء العراقيين لقتله المئات منهم في سجن الرضوانية ، فكان يدخل السجن ويبدأ بإستجواب ثوار إنتفاضة شعبان المباركة عام 1991 ، وكانت أسئلته لاتتعدى السؤالين فقط عن إسم ومدينة الضحية ثم يبدلأ بإطلاق النار عليهم ) هذا المجرم السفاح صديق لمشعان الجبوري ويفتخر بهذه الصداقة ( والطيور على أشكالها تقع).

لقد حاول الجبوري أن يقنع المثقفين العراقيين في عمان بأن حسين كامل هو ( هبة من الله) لإنقاذ العراق والعراقيين وخدمته والتعاطف معه من أجل تغيير نظام الحكم في العراق ، وكان يؤكد في طروحاته أن حسين كامل يؤكد الديمقراطية في العراق لكن العراقيين يعرفون جيداً من هو حسين كامل ومن هو وكيله وخادمه مشعان الجبوري فرفضوا وبشدة التعاون معه أو مع حسين كامل ، ونحن كعراقيين نعرف ماهي علاقة السيد مشعان الجبوري حتى الىن بأقطاب نظام صدام حسين سواء من خلال علاقاته المباشرة مع هذا النظام أو وسطائه وعلاقته الوثيقة مع رجل الأعمال العراقي صطام الكعود الذي كان يعمل حينها لصالح هيئة التصنيع العسكري والمخابرات العراقية، إذ يدير صطام شركة ( الإيمان) في عمان ويستورد عن طريق هذه الشركة ماتحتاجه هيئة التصنيع العسكري من معدات أو مواد كيمياوية وقد كشفت السلطات الأردنية عام (1996) عن صفقة محركات طائرات الهيلوكوبتر التي وصلت الى مطار الملكة (عالية) لصالح شركة( الإيمان) وجدير بالذكر أن صطام الكعود هو الذي حمل رسائل العفو الى حسين كامل وغرر به للعودة الى العراق ليلقى مصيره البائس في مجزرو السيدية.

يقول مشعان (( كنت أول من اتصل بحسين كامل عندما خرج من بغداد، كنت في تركيا وكان على الخط الهاتفي العقيد صدام)) وإعترف قائلاً: (قبل أن نلتقي طلب مني مهمات عديدة وحمل رسائل منه الى انجلترا وأميركا ودول عربية، ومن ثم ذهبت الى عمان وكان لقاؤنا الأول).

كان الرجل متهالكاً فقد وضع نفسه في خدمة القتلة (حسين كامل) وشقيقه ( صدام) قبل أن يلتقي بهما في عمان وعن طريق الهاتف كانا يأمرانه –كما كان عبداً لهما- لتنفيذ مهمات عديدة ونقل رسائلهما الى انجلترا وأميركا ودول عربية ومن هنا بدأ مشواره مع تلك الدول.

زجدير ذكره أن سوريا الأسد أغلقت أبوابها أمام محاولات مشعان وغيره في فتح طريق للمقيور حسين كامل وشقيقه للوصول الى الرئيس حافظ الأسد رحمه الله فيما جاء الجواب قاطعاً مامعناه أن سوريا لاتستقبل كل من يهرب من وطنه فخاب مسعى الجبوري وقطع الطريق على حسين كامل وبالتالي على مشروع مشعان وطموحاته.

والى الحلقة الثانية

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com