مقالات  

 

الحريــة و التحرر... وأبا الأحرار...

 

ناظم العبادي

Nadhum62@yahoo.com

 

 

الـحــرية:

الحرية : ان لا تكون مقيــدا ، ان لا يقيدك (بطنك) او (فرجك) او (الدخان)..!!

الحرية : ان لا تكون مقيــدا ، ان لا يقيدك (الكرسي) او (الكاميرا) او (الدولار)..!!

ان لا يقيدك ((القيد الاكبر)..

ان لا يقيدك (الخوف).. ان لا يقيدك (الجبن)..

اذا كان العبيد (شجعان) ، لماذا يكون الاحرار (جبناء)..!

اذا كان (اهل الباطل) و (الجهال) شجعان ، لماذا يكون (اهل الحق) و (اهل العلم) جبناء..!!

ليس (لجبان) قضية ، وان ادعى ذلك ،، فليس في (قلبه) قضية.. بل على لسانه (فقط)..

...؟؟

 

التحـــرر:

(غاندي) الموظف (البسيط) في المملكة (العظمى) ، يتحدى كل قوتها ، ولبس (التحرر) زيا هنديا بسيطا ، ليتخلص من القيد (الاكبر) ، من قيد (البيروقراطية) و (قروضها) ومن قيد (الاتكتيت)، ومن (الجبن) الذي يعطل قوى الحق ويفعل قوى (الهمجية) ..

بعد ان حــرر (ذاته) ، تمكن من تحرير امة ، (تحرر) ابراهيم من (الاحجار) ، فصار يبني منها بيتا لله (عز وجل)....!!!

تحرر موسى من الرفاهية (الفرعونية) ، لانه عاش في كنف وقصر فرعون ، الذي رباه في قمة الرفاهية والبذخ والراحة ، عاش موسى في قصر فرعون (مكبلا) باكثر من قيد ، كسر (كل) القيود ، وانطلق باحثا في مساحة (التجرد) ، لا يملك أي شئ ... ولا يملكه أي شئ ، تحرر من كل القيود (مضمونا) ومظهرا ، هذا التجرد و التحرر .. تجسدت في (اللقاء) بالقيم (العليا) .. وانتج القدرة (اللامتناهية).. القدرة على صنع المعجزات...

عندما تتخلى عن (المادة) تخضع لك المادة (كلها)..

(الكبر) قيد فرعون عن فهم (الحقيقة) ، (تواضع) موسى حرية مكنته من الحركة والانتصار..

قيود فرعون (اغرقته) باثقالها وهو يعبر البحر ،  (تجرد) موسى و (تحرره) يسر له عبور البحر،، وهنا (عبرة) و (عبور) ..

كذلك (عيسى)، لم يقيده (الطمع) بامتلاك (أي شئ) ، فامتلك (باسمه) كل شئ ، (الامبراطورية) و (الغرب) و (الحكم)، أليس الحكم اليوم باسمه وبرمزه و برسمه..!!

تحرر الرحمة (محمد) من قيد (ضعف) و من قيد (الطمع)، الضعف الذي يسبب (الكذب) والطمع الذي يسبب  (الخيانة) ، فصار (الصادق) (الامين)..

زهد في مكة و ماحولها، تجرد من كل ذلك ليعيش حرا في (حراء)، فخضعت له مكة وما حولها..!

لا يمكن لامير المؤمنين (علي) ان يعيش (حرا) وحول عنقه قيد (الحرير) ويشل لسانه قيد (العسل، لم يكن زهد (علي) الا تحررا من كل قيود (الضعف) و (التعطيل)، لينطلق بحرية في ساحة المعركة مع معاوية الذي أثقلته قيود (حب الرئاسة) و (حب الطعام) و (الطمع) ..

(الحر الرياحي) قائد جيش يزيد ، كان الحر (مقيدا) بالزي الرسمي و بالقانون، مثقلا (يئن) من ثقل القيود والالتزام والخضوع، فطر (العطش) قلبه، فسقاه (الحسين) شربة ماء (الحرية) ، ليعيش الحر (حرا) كما ولدته امه ، وكما أسمته ، حرا في الدنيا والآخرة ..!!

انسحب (الحر) من جيش يزيد ، وهو القائد للجيش، لينضم الى جيش الحسين، ويقاتل الى جانب الحسين حتى الشهادة، تحرر من كل القيود ليكون (حرا) مع (أبا الأحرار).....

...؟؟

 

ابا الاحــــــــرار:

حرر (الحسين) الكثير ، وعلمهم (الحرية)، فصار ابا لهم ، ابا الاحــرار..

في مكة، حيث ضغوط الحكومة (المستبدة) و الضغوط الاجتماعية ومناخ (القيود) ،، خرج (الحسين) من كل ذلك، ليعلمنا درسا في (التحرر) ،لاجل الحرية (الحقيقية)، حرية (الحق) المطلق ، كسر (الحسين) قيود (الحكومة) و (الخضوع) و (الحرص على السلامة الشخصية) و (الحرص على سلامة العائلة) و (الحرص على سلامة الطفل الرضيع)..

كسر (الحسين) قيد (الخوف) و (الجوع) و (العطش) ، لم تقيده الحكومة بجيشها ، ولم يقيده الجيش بكثرته ، ولم تقيد امكانياته المادية بقلتها..

كان (الحسين) ابا للاحرار ، و العم (ابا الفضل العباس)..

ان مناقشة قضية الحسين والايمان بها، يصح بثلاث مستويات ، اولا: المستوى العاطفي، وهو إحساس (وجداني) يستند الى الفهم (الفطري) لقضية (الحسين) و معركته تجاه جيش كبير و ظالم، وتعرض (الحسين) وعائلته الى ماسي و الآم تهز الكيان الانساني (الطبيعي)..

المستوى الثاني: يستند الى الايمان بقدسية (الحسين) وهو فهم (ديني) يرجع الى النصوص والادلة الشرعية والتاريخية، لذا يكون التجاوز على (الحسين) تجاوزا على (الدين) و (المقدسات)، وان ذبح (الحسين) هو ذبح للدين و(الرسول الاكرم) ......

المستوى الثالث: هو الفهم (العقلي) لقضية (الحسين) ، باعتبار ما حدث ينطوى على (العبرة) و يعطي (نموذج) للتحرر على مستوى (الفرد) و (المجتمع) ، هذا ما حاولنا مناقشته وما ندعو للاهتمام به..

لم تكن (كربلاء) مدرسة الامس، وليس الامس بحاجة لها ، كحاجتنا (لها) اليوم، واقعنا يحتاج درس (الحسين) ، الدرس العملي للتحرر ، من (الخوف) الذ يمنعنا من قول (الحق) وكسر قيود (الامن) و (الاستخبارات) وقيد الخوف من (الاعتقال) او (الاعدام) ..

القيود التي عطلت حركة البشرية باتجاه (الحق المطلق) و (الحرية الحق)...

.........!!!!

 

 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com