مقالات  

 

 

واقع المرأة العراقية في مجتمعنا

 

ابتغاء طارق / بابل

 

في مجتمعاتنا واقع المرأة يحكي عمق التخلف والانحطاط الذي انحدرنا اليه فمع اننا نعيش ادنى درجات التطور والنمو ومع حاجاتنا الى اقل وابسط الطاقات والقدرات من اجل دفع عجلة التنمية والتطور في بلادنا الا ان نصف مجتمعنا المتمثل في المرأة قد فرضنا عليه حالة الشلل والعزلة والجمود واذا ما عاشت المرأة

جاهلة منغلقة على هامش الأحداث فان تاثيرات وضعها الخاطئ سينعكس على كل المجتمع وهل ابناء المجتمع الا ثمرات احشائها والمتربون في احضانها.

وأسوا ما في الامر ان يتم تجهيل المرأة واحتقارها وتهميشها باسم الاسلام حيث يرى بعض المتدينين كراهة تعليم المرأة واستحباب الامية والجهل لها ويرون افضلية انزوالها في بيتها فلا تخرج حتى للمشاركة في البرامج الدينية كصلاة الجماعة.

وان صوتها عورة فلا يبلغ مسامع الرجال وان لا دخل لها في الشؤون السياسية فجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها فقط

ويبالغ بعضهم ان على المرأة ان لاتخرج من بيتها الا مرتين في حياتها

الاولى :من بيت ابيها الى بيت زوجها عندما تتزوج.

الثانية: من منزلها الى القبر حينما تموت ويستندون في نسبة هذه الاراء الرجعية للدين على نصوص وروايات وفتاوى اما ان تكون مختلفة مصطنعة لا اساس لها واما انهم اساءوا فهمها وحرفوا تفسيرها بما يتناسب مع افكارهم المتحجرة وافضل رد يكشف زي هذه الاراء ويفضح الواقع المتخلف للمرأة في مجتمعاتنا ويثبت مخالفته للدين وبراءة الاسلام منه وافضل رد هو القراءة الواعية لحياة السيدة زينب (عليها السلام) ونلاحظ ان هذه المرأة العظيمة الذي تحدث عنها التاريخ وعن شخصيتها العظيمة ونراها العالمة العارفة لقد كانت زينب (عليها السلام) تعلم النساء بمختلف الدروس عندما كانت في بيت ابيها امير المؤمين علي (عليه السلام) لقد كان هذا البيت ليس بيت خلافة وحكمة فقط انما كان فيه مكان باعطاء الدروس الى النساء الموجودات في منطقة الكوفة وكان الامام علي(عليه السلام) يدخل عندما تنتهي السيدة زينب(عليها السلام) من اعطاء الدروس ويشاهدها وهي تفسر ايات القران الكريم وعندما تزوجت العقيلة زينب (عليها السلام) لم يمنعها زوجها من دورها البطولي التي قامت به في الثورة الحسينية اذن اين نحن الان من هذه النساء العظيمات التي كانت الواحدة منهن شاعرة وكاتبة وعالمة ومقاتلة لم يمنعها الاسلام او يمنعها زوجها او تقول لها الناس هذا حرام وهذا لاتفعليه مجرد اقوال يقولونها اهل العقول المتحجرة الان تنظر الى المرأة في مجتمعنا هذا المسلم المتحضر للأسف الشديد ترى ان المرأة الى هذا اليوم ليس لها قوة وطموح بالدفاع عن حقوقها من قبل الاخرين.

فعندما تذهب المرأة الى درس العلم او العمل الاجتماعي يقول لها زوجها لاتذهبي فأنا لا اقبل ان تذهبي الى الدرس وتتركي البيت والاطفال وعندما تقول له اريد ان اتعلم الدروس التي تطرح في الجلسات المختلفة اريد ان اشارك في بناء المجتمع وكذلك الاخ الاكبر المسؤول عن اخته عندما تريد اخته ان تخرج فيقول لها لاتخرجي ان عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح لنا بخروج المرأة من بيتها اذن اين زينب من هذا الكلام الم تكن هناك عادات وتقاليد وهي بنت الرسالة وبنت الامامة فلم يمنعها امير المؤمنين من الخروج واعطاء الدروس للنساء ونشر العلوم المختلفة والموقف الذي وقفته زينب مع الحسين والتي وقفت في مجلس ابن زياد وكان هناك الكثير من جماهير الكوفة من رجالات الحكم والجمع الحاشد من الجند والاعيان فلماذا لم يمنعها الحسين (عليه السلام) وهو يعلم بالذي يجري من بعده وكان يوصي بالعقيلة زينب ويقول لها مايجري عليهم من سبي واسر وسوف ياخذونهم الى مجلس يزيد (لعنة الله عليه) وكان الحسين يوصي زينب (عليها السلام) بالصبر ويقول لها اخية لاتضعفي ولاتشتمي بي الاعداء وقفت بكل صلابة وخطبت خطابها بكل قوة الم يخرج صوت زينب(عليها السلام) وهي تخاطب العدو وهي العالمة المعلمة الطاهرة القدوة التي تقتدي بها كل نساء العالم فمن منا يصل الى منزلة زينب وهي ابنة الاسلام وهناك الكثير من النساء التي كانت تعمل مثل خديجة الكبرى (عليها السلام) وهي زوجة النبي محمد (ص) وتعمل بالتجارة اذن الرسول هو الذي اوصل الرسالة السماوية لماذا لم يمنع خديجة وهي زوجته من العمل والمواصلة في نشر الاسلام مع النبي وهو القرأن نفسه وكان الرسول يحمل مكارم الأخلاق ولاينطق عن الهوى انما كان يبلغه جبرائيل (عليه السلام) وفاطمة الزهراء دورها كان مع امير المؤمنين ومريم بنت عمران واسيا بنت مزاحم.

الم يكن الرسول يعلم بالامور الشرعية كلها اذن هذا الكلام الذي يقوله هؤلاء الرجال كلام ليس له صحة وانما هم الذين يقولون هذا الكلام.

                

دور المرأة في طلب العلم

وعن الرسول (ص) انه قال :

(طلب العلم فريضة على كل مسلمة ومسلمة )

واذا مارأينا الجهل معشعشا اكثر في اوساط نسائنا , فذلك دليل على تخلفنا وانحرافنا عن هدي الرسالة.

لقد اثبتت المرأة في الماضي والحاضر انها لاتقل عن الرجال استعدادا للمعرفة وكفاءة في طلب العلم...

احرزت المرأة تفوقا وتقدما في المجالات العلمية التي تحفها المخاطر والصعوبات ونشرت وسائل الاعلام تحقيقا عن امرأة عربية متخصصة في فيزياء (البلازما) تلك المرأة هي مها عاشور عبد الله استاذة الفيزياء في الولايات المتحدة الامريكية وكذلك المرأة العربية العالمة المصرية التي اصدرت ابحاث من ابرز المتخصصين في ظاهرة (الشفق القطبي) الجوي المحاطة بالغموض والاساطير وهناك الكثير من النساء العالمات التي لايسعنا الوقت بالتحدث عنهن في مقدمتهن الزهراء (عليها السلام) وزينب(عليها السلام).

اذن فالمرأة لها حق ان تثبت دورها في المجتمع لان الله سبحانه وتعالى هو الذي وهبها مواهب ذاتية تفتح لها ابواب التكامل في المسيرة الذاتية الفردية في العلم والمعرفة والعباءة والتقوى والاخلاص لله تعالى والبذل والعطاء لاسعاد البشرية لان المرأة روح هذا الوطن وبركة هذا الشعب وثروة هذه الارض ولها مكانة عظمى عند الله الذي خلقها بارادة خاصة منه وجعلها انثى لتستمر بها الحياة وتشع منها انوار العاطفة فاعرفي من انت ايتها المرأة لتؤدي دورها كاملا غير منقوص ولا تقبلي بدور هامش لان المرأة لبست جزءا من الحياة كما قد يقول البعض وانما هي لب الحياة.

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com