مقالات  

السياحه والسير في الارض في الاسلام

 ظافر السماوي

thafer_basher@yahoo.com

 

ان الاثار المتبقيه في مختلف بلدان العالم من الامم والعهود السابقه ماهي في الحقيقه الا وثائق التاريخ الحيه والناطقه .

بل هي قادره على ان تعطينا من الحقائق والاسرار اكثر مما يعطينا التاريخ المدون .ولهذا يحث القران الكريم المسلمين على السير في الارض والنظر الى اثار الماضين المدفونه تحت التراب او الباقيه على ظهر الارض بام اعينهم وان يتخذ وا من كل ذ لك العظه والعبره وما اكثر العبر ..

اجل ان الاسلام يقر مسالة السياحه والسير في الارض ويوليها اهميه كبرى .لكن لا كما يريد السياح وطلاب اللذه والهوى . بل لدراسة اثار الامم الماضيه والتدبر فيها والاعتبار بها .والوقوف على اثار العظمه الالهيه في شتى نقاط العالم وهذا هو مايسميه القران الكريم بالسير في الارض . والذي تامر به الايات العديده ومن ذلك :

1- (قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين )

2- (افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها )

3- (قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدا الخلق )

ان هذه الايه تقول بان السير في الارض والنظر في اثار الماضيين يفتح العقول والعيون وينير القلوب والافئده ويخلص الانسان من الجمود والركود..

وقد اشار الامام علي امير المؤمين (عليه السلام )الى هذه الحقيقه في كلمات وخطب عديده منها قوله :

(فاعتبروا بما اصاب الامم المستكبرين من قبلكم من باس الله وصولاته ووقائعه ومثلاته واتعظوا بمثاوي خدودهم ومصارع جنوبهم واستعيذوا بالله من لواقح الكبر كما تستعيذونه من طوارق الدهر .. و احذروا مانزل بالامم قبلكم من المثلات بسوء الافعال وذمميم الاعمال فتذكروا في الخير والشر احوالهم واحذروا ان تكونوا امثالهم ..)

ففي عالم نجد فيه البابوات والقساوسه المسيحيين الذين طال ماحبسوا انفسهم بين جدران الكنائس قد خرجوا من تلك العزله الطويله والانقطاع عن الحياة الاجتماعيه الى العالم الخارجي وراحوا يسيحون في الارض ويقيمون الجسور والعلاقات مع الامم والشعوب ليزدادوا خبره بالعصر ويقفوا على متطلباته و مستحدثاته ومتغيراته الكثيره ..

افلا يجدر بالمسلمين ان يعملوا بهذا التعليم الاسلامي الصريح ؟

ويخرجوا من النطاق الفكري الضيق الذي هم فيه حتى يتحقق التحول المطلوب في حياة الامه الاسلاميه وتحل الحركه الصاعده محل الجمود والتقهقر والتقدم المطرد مكان التخلف والتراجع ...

وكما كان التعليم الالهي العظيم رغم كونه موجها الى عامة المخاطبين . لا ينتفع به ولا يستلهمه الا المتقون . قال سبحانه تعقيبا على الاية السابقه :

(هذا بيان للناس وهدى وموعظه للمتقين .)

اجل ان المتقين الهادفين الذين يتعظون بهذه الامور لانهم يبحثون عن كل ما يعمق روح التقوى في نفوسهم ويزيد بصيرتهم بالحق ....

 

 

 

  

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com