مقالات

 

الكمبيوتر والترجمة

 

المهندس الاستشاري/ سلام ابراهيم كبة

s_i_kubba@yahoo.com

 

مصنع بلا عمال، غزو الفضاء والوصول إلى المريخ والزهرة، أقمار صناعية، شبكة اتصالات عبر القارات، إنسان آلي، اكتشافات طبية جديدة، تطورات الهندسة الوراثية، الليزر… هذه هي عناوين القرن العشرين وثمرة مئات السنين من التطور العلمي والتقدم التكنولوجي. لقد قفزت العلوم، وخاصة العلوم الإلكترونية، قفزات جبارة في السنوات الاخيرة، حتى بدأ الكلام عن " انسنة الآلة وأتمتة الإنسان" وذلك عبر سلسلة طويلة من التطبيقات العملية لمختلف النظريات العلمية التي توصل اليها عباقرة العلم في السنوات الماضية.

 بدأت وتطورت الثورة العلمية- التكنولوجية التي أحدثتها الرأسمالية المعاصرة في نفس الفترة التي شهدت التغيرات الكبيرة التي طرأت على الأوضاع الدولية أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية. ومنذ نهاية هذه الحرب توجه الرأسمالية افضل إمكانياتها لتحقيق الثورة العلمية- التكنولوجية وتتحمل القسط الأكبر في تطوير منجزاتها، واستخدامها في العمليات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.

 شهدت تسعينيات القرن المنصرم بوادر ولادة أجيال تقنية جديدة . وشهدت الأعوام التالية اكتمال ونضج الثورة التقنية الثالثة ( تمييزا لها عن الثورة الصناعية- الأولى- أوائل القرن التاسع عشر والثورة العلمية التكنولوجية- الثانية- بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية). اعتمدت هذه الثورة أساسا على العقل البشري والالكترونيات الدقيقة وعلوم الحسابات والذكاء الاصطناعي، وتوليد وخزن واسترداد المعلومات مع توصيلها بسرعة متناهية. إذن تشكل الأتمتة المتطورة، والسيبرنتيكا، والبيونيكا والهندسة الوراثية، والثورة المعلوماتية ، والثورتان الميكروالكترونية، والبيوجينية مضمون الثورة العلمية – التكنولوجية الحديثة وتميز اتجاهات تطورها. لقد تطورت الميكانوغرافيا، وبعدها الصناعة المعلوماتية ولم تستقم التقلبات فيها. فالمضاربة في ازدياد، والآلات الجديدة لاتزال تدفع إلى الأسواق بكمية ونوعية جديدة ومتطورة.

 ليس من المستبعد أن يسمى القرن الحادي والعشرون بقرن تكنولوجيا الثورة المعلوماتية الحديثة. فبالارتباط مع اتساع استخدام الكمبيوتر في كل مجالات الحياة وتطور شبكات نقل ومعالجة المعطيات المعلوماتية الوطنية وما بين الدول، والنمو السريع للمخزونات المعلوماتية، المنتشرة في كل العالم، وسهولة منالها لكل أنواع الكمبيوتر… كل ذلك شكل وكون شبكة مناسبة تهيئ إمكانيات الانتقال الى التكنولوجيا غير الورقية في معالجة المعلومات.... الامر الذي عنى تغيير أسلوب محاكاة الكمبيوتر وعلاقته مع الإنسان في مختلف نماذج العلائق المتبادلة العملية والخدماتية.

 لقد صاغت الثمانينات ، وعلى أساس البحوث المستمرة في مجال الذكاء الاصطناعي ، فروعا صناعية جديدة هي إنتاج " الأنظمة الذكية ". وتجري على الكمبيوتر وبواسطته حل مسائل معقدة تدعى بالذكية إذ لا ينفذها سوى الإنسان. والشكل السائد للأنظمة الذكية الآن يعتبر إطارا " للأنظمة الخبيرة". ومن أمثلة المسائل الذكية فهم وتحليل واعداد المواضيع والنصوص باللغة الطبيعية، ومحاكاة الكمبيوتر التخاطبية، وتحليل ومعالجة واعداد المخططات والرسوم البيانية والتصويرية، والترجمة من لغة طبيعية الى لغة طبيعية أخرى، والحصول على الحلول المثلى مع تغير الظروف البيئية… الخ.

 

· الترجمة الآلية

 يساهم شيوع الكمبيوتر في الكشف الأمثل عن الصفات الإنسانية، وانعتاق المواهب وتذليل عزلة الأفراد في عالمهم المنغلق ، وهذه خطوة تحررية صاعدة. وليس من اختصاص هذا الموضوع ان يظهر فسيفساء الحقائق المعقدة الجديدة اليوم والتي تعكس تناقض عالمنا الفسيح، والتي سببت التغيرات الفجائية الأنثروبولوجية التي ولدها ظهور العقل الصناعي أو الروبوت.

 تعتبر الترجمة الآلية ميدانا متطورا في البحث العلمي والإعداد التطبيقي والأنظمة الوظيفية على أساس عملية الترجمة من إحدى اللغات الطبيعية إلى لغة أخرى باستخدام الكمبيوتر. وقد حققت الترجمة الآلية الاقتراب السريع والمثابر من المعلوماتية المتوفرة في اللغة الأجنبية مع ضمان الفاعلية والدقة في ترجمة سيل كبير من النصوص خاصة العلمية والتقنية . إن الترجمة الآلية الحديثة هي ترجمة وفق قاعدة المعطيات(Data Base) في الموضوع المعني، ويدخل ذلك كله أساسا في صنف أنظمة الذكاء الاصطناعي.

 

· الذكاء الاصطناعي والأنظمة الخبيرة

 ذهب تفكير الناس منذ ظهور الكمبيوتر الى انه سوف يتمكن ذات يوم من امتلاك " قدرات عقلية" تساوي قدرات الإنسان أو تتفوق عليها. لقد سمي الكمبيوتر الأول ب " الدماغ الإلكتروني". وفي غضون العشرين سنة الأخيرة ترسخ مفهوم " الذكاء الاصطناعي".

 ان هدف الذكاء الاصطناعي هو تحليل السلوك الإنساني في ميادين الإدراك الحسي والفهم واتخاذ القرار بغية تقليدها ، وبالتالي نمذجتها على الكمبيوتر. وموضوع دراسة الذكاء الاصطناعي يشمل كامل النشاط الإنساني الذي لم يكن بالمستطاع قياسه.... ولا يعتمد فيه المعيار الخوارزمي لبساطته في معالجة المعلومات، وهو يختلف عن دور النظام الخبير . لقد استعيض عن الخوارزم* بقواعد (الاختيار )و(اتخاذ القرار )، وهي تأخذ بالحسبان المواصفات الدقيقة للمسألة المعينة خلال معالجتها.اذن الذكاء الاصطناعي تسمية مجازية لجملة التوجهات العلمية التي توحد اختصاصيي الرياضيات ، واللغات، وعلم النفس،والمهندسين ... وتستهدف تكوين الأدوات البرامجياتية الكمبيوترية،التي تذلل المحاكاة الإبداعية من خلال العناصر المكونة للكمبيوتر،وأتمتة سلوك الروبوتات وتوجيهها إلى الهدف المعني، وتأمين الألفة في التحاور مع الكمبيوتر باستخدام لغة النص أو الموضوع تحت البحث. من البديهي أن تستخدم لغات اصطناعية رفيعة في الذكاء الاصطناعي تفوق تركيبة اللغات الخوارزمية، ولغة الصيغ الكيماوية البسيطة ، وتعتمد المنطق أساسا . ومن هذه اللغات المعروفة لغة ليست (Lisp) ولغة برولوغ( Prolog).

إن عالم اليوم والتقدم العلمي التكنولوجي سيكون بلا معنى لولا النتائج التي اكتسبتها البشرية ويتوقع رفدها في المستقبل ببحوث الذكاء الاصطناعي.

 يمكن تعريف النظام الخبير بأنه برنامج لحل المشاكل يحقق أداء جيدا في مجال محدد يتطلب معرفة ومهارة متخصصة تماثل عمل الإنسان الخبير، ويوظف النظام معرفة الخبير، ويحاول محاكاة تفكيره ومهارته ودوافعه. وتستطيع معظم الأنظمة الخبيرة شرح مسببات الوصول الى نتيجة معينة. وعلى عكس البرامج التقليدية، تستطيع الأنظمة الخبيرة توظيف البيانات الكمية والوصفية، ويمكنها الوصول الى نتائج من بيانات غير كاملة او غير مؤكدة.

 استخدم الذكاء الاصطناعي والأنظمة الخبيرة في الترجمة الآلية وتطوير برامج تحقق هذا الهدف وتقديم المشورة والنصح، والحلول محل الأفراد . وذللت الأنظمة الخبيرة إمكانية " تطقيم" معارف الكمبيوتر بحاجات الترجمة ومستلزماتها، واستخدمت لأول مرة في ميدان الترجمة الآلية في كمبيوتر الجيل الرابع... واكتسب استخدامها انتشارا واسعا في آلية عمل كمبيوتر الجيل الخامس.

 

· فهم اللغة والسيمانتيكا

 من أصعب مجالات بحث الذكاء الصناعي هو فهم وتحليل اللغات، وكان من أهدافه المبكرة الترجمة الآلية. لقد ترجمت بنجاح أواخر الخمسينات لغات الكمبيوتر الخوارزمية، من لغة الى أخرى، باستخدام مكونات عتاد الكمبيوتر (Hard Ware). وعلى هذا النحو تجري كتابة البرامج لترجمة اللغات الطبيعية بمستوى أكثر رقيا وتعقيدا. تستغرق ترجمة نص شكسبيري الى اللغة العربية بعض الوقت، ولكن ترجمة أوراق علمية من لغة طبيعية الى أخرى تكون سهلة ومباشرة. ان الترجمة الآلية هي أكثر مجالات الذكاء الاصطناعي تعقيدا.

 في بدايات التجربة توصل العلماء الى نتائج عجيبة وغير منطقية في الترجمة الآلية بسبب ضرورات مرحلة التشفير او الوسائط اللغوية. ولم نحصل على ترجمة معقولة ومقبولة رغم استخدام القواميس والقواعد اللغوية البسيطة في " تطقيم " معارف الكمبيوتر. وبسبب العقبات التي واجهت مشاريع الترجمة الآلية فقد توجه البحث نحو فهم أفضل وأدق للغة، تمهيدا للنجاح لاحقا في الترجمة.

 يتطلب تعامل برنامج الكمبيوتر مع اللغة الطبيعية مقدارا كبيرا من المعرفة في تركيب الجمل، ومعنى الكلمات ، ومورفولوجيا (صرف) الكلمات، وقواعد المحادثة وغير ذلك ... ومن تطبيقات معالجة اللغة الطبيعية فهم الخطاب، وفهم رواية القصص، ونظم السؤال- الجواب، والترجمة الآلية، وفهم النصوص والوثائق، وإعادة الصياغة الآلية اللفظية للجمل، والتعامل مع البرامج الذكية، والتحكم بالمكائن والآلات المعقدة المساعدة في تدقيق النحو، وبناء النصوص وكتابة الوثائق.. وغير ذلك.

 يحتاج فهم أسلوب تعامل الكمبيوتر مع اللغة الطبيعية جهدا مضنيا في قواعد النحو والصرف. ويقول كل من بار وفيجينباوم في كتابهما " فهم اللغة الطبيعية" الصادر عام 1981: قواعد نحو وصرف لغة ما، هي مخطط اختيار وتكوين الجمل في هذه اللغة، وتعيين قواعد الإعراب لربط الكلمات في عبارات وتراكيب واضحة ومفهومة.

 لقد دخلت مفاهيم عديدة في مجال اللغة الطبيعية، منها مفهوم حديث هو ( السيمانتيكا) أي قواعد دلالة اللغة.وتعطي المعالجة السيمانتيكية معنى الكلمات في مختلف الجمل. ويميز التحليل السيمانتيكي بين استخدام الكلمات كفعل أو مصدر… الخ، ومن ثم يساعد على فهم معنى الكلمة المستخدمة. وتدخل في تذليل التحليل السيمانتيكي الضمائر والصيغ اللغوية البديلة ، وكذلك الانتقال المعقول من صيغة لغوية الى أخرى دون وجود رابطة منطقية لغوية (Ellipsis).

 ومن المفاهيم المساعدة في فهم اللغة الطبيعية قواعد الإعراب التي تميز بين التراكيب والجمل اللغوية. ان دور الإعراب في النحو هو بناء شجرة إعرابية او تركيب مماثل للجملة، وتبيان الاستعمال القواعدي للكلمات وعلاقاتها المتداخلة. ويتركز دور المعالجة السيمانتيكية في تأكيد معنى الجملة.

 

· مراحل تطور الترجمة الآلية

 اول من استخدم الكمبيوتر في الترجمة بوضوح هما بوت واويفر عام 1946. ومنذ عام 1949 سارت بحوث الترجمة الالية في الولايات المتحدة قدما في جامعات كاليفورنيا ولوس انجلوس وتكساس وغيرها. وفي جورج تاون اجريت بنجاح اول ترجمة من اللغة الروسية الى الانكليزية عام 1954. وفي عام 1955 اجريت في الاتحاد السوفييتي اول تجربة في الترجمة الالية من الانكليزية الى الروسية في الرياضيات ( على اساس قاموس يحوي 2300 كلمة) . واليوم تأتي الولايات المتحدة واليابان وروسيا (الاتحاد السوفييتي سابقا ) والصين في طليعة البلدان التي توظف الترجمة الآلية لخدمة متطلباتها الاجتما- اقتصادية، والعلمية- التقنية.

 تستعمل اليوم الترجمة الالية في ميادين كثيرة منها: ا- المعلومات الخدماتية لتوفر معلومات واسعة وكثيفة وسيل ثابت من المصادر اللغوية الاجنبية. 2 - المنظمات العالمية التي يتطلب عملها عددا كبيرا من الوثائق متعددة اللغات. 3- الخدمات المرتبطة بترجمة الوثائق التقنية التي تصاحب عادة اقتصاديات التصدير. 4- الترجمة التوافقية الفورية التي تتطلب عددا كبيرا من البلاغات والتعابير المتماثلة.

 يمكن تصنيف أنظمة الترجمة الآلية على أسس متنوعة منها: تطور الستراتيجية اللغوية. وعلى هذا الأساس يصنف تطور الأنظمة المذكورة إلى أربع مراحل. الأولى وامتدت من نهاية الأربعينات حتى أواسط الستينات، واتسمت بتطور مضطرب وعاصف في الأنظمة المذكورة. ويشبه عملها ترجمة النصوص كلمة كلمة، وتسمى بأنظمة الجيل الأول. المرحلة الثانية امتدت حتى أواسط السبعينات، وامتازت بتطور النظريات اللغوية حيث استند عليها تطور كمبيوترات الترجمة. أما أنظمة الجيل الثالث فامتدت حتى أواسط الثمانينات وخلالها انتشرت صناعة الترجمة الآلية أوسع انتشار وتطورت تقنية التحليل النحوي والصرفي والسيمانتيكي. الا ان هذه الأنظمة لم تشهد عصر النماذج التقنية السيمانتيكية رغم دخولها لأول مرة في التاريخ عهد المحاكاة والتخاطب الكمبيوتري وتفاعل الإنسان مع الآلة. ظهرت الأنظمة الخبيرة والمعرفة النصية والمصطلحاتية في الجيل الرابع من الأنظمة منذ أواسط الثمانينات.

 استند المشروع الياباني في بناء أنظمة الجيل الخامس على أساس مختلف تماما فدمجت الترجمة الآلية مع كمبيوترات الجيل الخامس. وهذا بحد ذاته تطور هائل أدى الى تطور الأنظمة المتعددة اللغات القائمة على أساس تقنية الترجمة المعلوماتية الذاتية. وفيها تكشف الإمكانيات اللغوية عن توسع أسس المدخلات والمخرجات (Inputs)(Outputs) التخاطبية الكمبيوترية.

 كما تصنف كمبيوترات الترجمة على أسس أخرى أهمها نطاق الاستخدام ودقة صناعة الكمبيوتر، وتقسم عادة الى ثلاثة أنواع: الصناعية والمتطورة والتطبيقية( او المختبرية).

 

· آفاق تطور الترجمة الآلية

 ان قضية الترجمة بما فيها الترجمة الالية هي قبل كل شيء ، قضية ومشكلة اللغة. ومن الضروري ان تفسر النظرية السيمانتيكية قواعد وقوانين تطور محاكاة النصوص ارتباطا بالتطور البرامجاتي للنص ... في هذا الاتجاه تتطور الترجمة الالية كميدان علمي بحد ذاته ويتبع ذلك اهتمام بمختلف انواع الادوات الوسيطة( Mediators) في اللغة: مثل تلك القائمة على لغة الاسبرانتو العالمية. ومن الادوات اللغوية للوسيط اللغوي الرئيسي قواعد فيلمور وهي من اشهر النماذج السيمانتيكية رغم انها لا توضح كامل العمليات السيمانتيكية. و في هذا المضمار كان الحضور القوي للقسم النظري والتطبيقي لعلم تصنيف المعاجم والقواميس ( ليكسيوغرافيا) ونظرية النصوص، ونظرية دالة عملية الترجمة وغيرها.

 يحدد خاجينز المشاكل الاساسية التي تواجه الترجمة الالية ، بعامل تعدد مستويات تقديم النص من حيث المحتوى والتراكيب ، ووسيلة تكامل المستويات المختلفة – لعملية ( الفهم) ، وتطور طرق التحليل البسيطة والشاملة، ومعالجة النقص، والاستعمال المجازي للنقض السيمانتيكي، وتطور صياغات السيمانتيكا النصية، ومعالجة الشبكات السيمانتيكية الكبيرة والمعقدة، وتأمين مبادىء متطورة لعملية التشفير وخاصة ما يتعلق بالقواميس الكبيرة.وعند سلوكوم افق هام للتطور المنشود لانظمة الترجمة الالية الكبيرة – وهو ضرورة اتمتة نفس عملية البحث . ويرى انه لم تعد الطرق اليدوية في بناء وتشكيل النماذج السيمانتيكية مقبولة في الاستخدام بالانظمة الكبيرة.

 تتشكل انظمة الترجمة الالية المعاصرة من انظمة مجمعاتية تعمل على مختلف النظريات اللغوية ، وتمتلك المخرجات لمختلف المشكلات المعلوماتية. ومن المشاكل الاساسية اللغوية التي تواجه تطور الترجمة الالية تشكيل او صياغة سيمانتيكا النص وادخال المعارف في التراكيب والنماذج السيمانتيكية. وتحل جميع هذه الاشكالات البحوث الجارية في تطوير الذكاء الاصطناعي التي تفصح عن آفاق بحث عملية لغوية واسعة.

 

· انظمة ترجمة نموذجية

 نظام سيلود: أمن هذا النظام في الاتحاد السوفيتي السابق الترجمة المعلوماتية والوسيط النصي للترجمة وكذلك الترجمة النصية التقنية. ويحتوي على مترجم جامع برامجياتي ومترجم جامع قاموسي آلي. ويستخدم هذا النظام عادة في الصناعة.ولقواميس هذا النظام عام 1987 مثلا : الإنكليزي- 18 ألف كلمة و12 ألف مصطلح ( idiom) ، الفرنسي – 10 آلاف كلمة و4 آلاف مصطلح، والروسي –( 4500) كلمة والف مصطلح، وكذلك توجد قواميس لغات أخرى. هذا فيما خص مدخلات الكمبيوتر- النظام. أما قواميس المخرجات فهي الروسي وحوى 50 ألف كلمة، والإنكليزي وحوى( 3500) كلمة، وتوجد قواميس ومخرجات أخرى. ويشمل النظام تراكيب سيمانتيكية. واعدت القواميس الآلية على أسس التقنية الكمبيوترية وشيوع استخدام آداب المخاطبة. واتسع المترجم الجامع البرامجياتي لذاكرة فعالة بقدرة 120 كيلو بايت** بينما اتسع قاموس المدخلات الذي حوى 150 ألف وحدة لثلاثة ميكابايت، أما قاموس المخرجات الروسي فاتسع لاربعة ميكابايت. واستخدم النظام لغة PL-1 ولغة التجميع***.

 ومن انظمة الترجمة الالية الصناعية المشهورة الاخرى نظام تيتران الياباني، ونظام آنراب السوفييتي، ونظام ميتال الاميركي. وفي صنف انظمة الترجمة المتطورة احتل نظام روسلان الجيكي موقفا متميزا.... صاحبته انظمة مثل نظام ترانسوفت الاميركي- الالماني المشترك، ونظام ياراب السوفييتي.

 

· خاتمة

 لو حصرنا تطور العلم والتكنولوجيا طيلة تاريخ البشرية كله بمقياس عام واحد لاتضح ان الفترة الممتدة منذ اكتشاف النار حتى ظهور اول اداة حجرية قد استغرقت 9 اشهر، اما احدث اكتشافات اسرار الطاقة النووية والالكترونيات الحديثة الصغيرة والليزر فقد استغرقت الفترات المارة بينها ثوان فحسب!

 في مثل هذه الفترات المحسوبة بالثواني ستظهر في المستقبل مصانع الميتالورجيا والمختبرات البيونيكية والبيوتكنولوجية على متن الاقمار الصناعية،والبيوت مع ساكنيها في قاع المحيطات ، وستشمل الانظمة المعلوماتية كل نواحي حياة الانسان والمجتمع.

 تتحول البشرية اكثر فاكثر الى اسرة عالمية واحدة ويزداد تكاملها في ظل التقدم الهائل العلمي – التقني والتبادل المعلوماتي . بينما يعتبر قلب الثورة العلمية – التكنولوجية الآن تولي الوسائل التقنية انجاز مهام الانسان الوظيفية. لقد اصبح العلم والتكنيك اليوم اساس الانتاج المادي.

 هذا هو العالم الذي نعيش فيه اليوم وهو عالم مفعم بالآمال ، فالناس لم يكن في متناولهم بهذا المقدار ما يلزم لتطوير الحضارة. وهو في الوقت نفسه عالم مثقل بالمخاطر والتناقضات ويعد باكثر فترات التاريخ قلقا.فهل يتعض المعممون وتتعض القوى المتباكية على الدين والشرف ومصالح الطائفة المظلومة والقومية المهضومة حقوقها والمجموعة المغبون وجودها.. والمتسترة بالتقوى على جرائم اغتصاب الشرف الوطني وبيعه لدويلات الموت الأسود والتي تحكم العراق اليوم من دروس الانسانية جمعاء ؟ يؤكد التاريخ انهم وجرذان البعث المنهار وجهان لعملة واحدة !

 

 ـــــــــــــــــــــــ 

* الخوارزميات: جمع كلمة خوارزم، وتعني تعاقبا محددا من التعليمات الموصوفة جيدا مع توفر الخصائص التالية: 1- لا يوجد غموض في اية تعليمة. 2- بعد تنفيذ تعليمة معينة، لا يوجد غموض في تحديد التعليمة التالية. 3- يجري بلوغ تعليمة انتهت (stop) ، دائما بعد تنفيذ عدد محدد من التعليمات.

** البايت(Bite)- وحدة قياس الذاكرة في الكمبيوتر. وهي مجموعة ارقام ثنائية متجاورة وتكون عادة اقصر من كلمة.

*** لغة التجميع (Assembler) ولغة(pl-1) من اللغات الخوارزمية.

 

 المصادر:

ــــــ

1. الذكاء الاصطناعي- مرجع من ثلاثة اجزاء.

تحت اشراف البروفيسور بوبوف أي. ف. 1990/موسكو.

2. قاموس التقدم العلمي التقني.

1987/موسكو.

3. معجم مصطلحات علوم الكمبيوتر

د. عبد الحسن الحسيني/ 1987.

4. الثقافة الجديدة_ مجلة الحزب الشيوعي العراقي.

5. المؤتمر السابع والعشرون للحزب الشيوعي السوفييتي. وثائق.

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com