مقالات

 

كلام في الارهاب

 

فينوس فائق

venusfaiq@yahoo.co.uk

 

تنامت ظاهرة الإرهاب في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، وإختلفت التسميات وأنواع الإرهاب منها إرهاب الشارع، إرهاب البيت، وحتى الإرهاب الإعلامي الذي تمارسه بعض القنواة التي تطبل للجماعات الإرهابية وتغذيها بعناوينها الخبرية وتسترزق من وراءهم، مما أدى إلى زرع نزعة إرهابية مخفية تحت غطاء الكثير من الأعمال الفنية والبرامج وخصوصاً الأفلام السينمائية، بحيث وجد الإرهاب مدخلاً مناسباً إلى داخل البيوت ومن ثم إلى داخل عقول الشباب وممارسته على مختلف الأصعدة .

لذا فإن ظاهرة أفلام الرعب التي صاحبت تنامي ظاهرة الإرهاب في الكثير من مناطق العالم وخصوصاً تلك الأفلام التجارية التي تنتجها صناع السينام في هوليود والتي تعرض في الدول النامية التي تعاني من الحروب وتبعاتها، هذه الظاهرة تفتح باباً على ظهور مظاهر إجتماعية مصاحبة لها هي اللجوء إلى العنف في التحاور والتعامل، هذه الحالة التي تساعد على تنشأة جيل جديد يحمل ثقافة من نوع جديد بالإمكان تسميتها ثقافة الإرهاب.

و المشلكة لا تقف عند هذا الحد، فقد أظهرت بعض الدراسات أن إرتفاع عدد المشاهدين من الشباب واليافعين لمثل هذه النوعية من الأفلام والإقبال على شرائها ومتابعة الجديد منها أمر يدعوا إلى القلق والأدهى من ذلك أن الإناث والجنس الناعم أيضاً قد إنضم إلى القائمة، حيث ترتفع نسبة الإناث اللائي يتابعن تلك الأفلام بنسب تدعوا هي الأخرى إلى القلق، وخصوصاً الشابات في سن المراهقة، مما دعى الكثيرين من المهتمين بمجال علم النفس إلى إرجاع أسباب إقبال الشباب والشابات على مشاهدة تلك الأفلام إلى العديد من الأسباسب منها: التفكك العائلي الحاصل والذي يزداد في غالبية المجتمعات خصوصاً المتقدمة، حيث تقابلها إنفتاح مخيف على كل أنواع الحريات إلى حد الإنفلات الأخلاقي والسلوكي، وإنتشار ظارهة الفتوة في المدارس، ومن الأسباب الأخرى هو الهروب من الواقع السيء الذي يعانونه الشباب خصوصاً في البلدان التي تعاني من إضطرابات سياسية وعدم إستقرار الوضع الأمني، وتلك الدول التي تعاني من تبعات الحروب، وحسب الكثير من الدراسات أن مثل هذه الأفلام تساعد على تهدئة النفوس والنسيان والهروب وتوفير طرق مناسبة للإنسان لفهم ما يحدث حوله، أي أنه يساعده في النهاية على أن يستوعب حقيقة أن يشاهد فلم رعب ويبقى على قيد الحياة في نهاية الفلم..

هذه كلها تدعونا لأن نقلق على الجيل القادم، خصوصاً وأن التكنلوجيا سلاح ذو حدين في هذا المجال، فمع كل تقدم على الصعيد التكنلوجي لصالح البشرية تقابلها قفزة كبيرة في مجال إبتكار أحدث وسائل التدمير والفتك وإختراع أحدث الأسلحة المدمرة، وإبتكار صرعات جديدة في عالم السينما، وإستخدام أحدث التقنيات المبتكرة في صناعة مثل تلك الأفلام، والتي تعود في النهاية بأرباح خيالية على شركات الإنتاج السينمائية بإنتاج تلك الأفلام التي تفتقر إلى ابسط الشروط العلمية والنفسية والتي تساعد على تخدير عقول شباب وشابات مجتمع بأكمله، وهم بذلك يلعبون نفس دور تجار المخدرات، حيث يخدرون عقول الشباب بدلاً من المواد المخدرة بأفلام الرعب والأكشن وألإثارة..

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com