مقالات

كتاب في الخوف

محسن ظافرغريب - لاهاي

 

خلافا للإعلان العالمي لإستقلال الفضاء التخيلي CYBERSPACE الصادر في9 شباط1996م عن مؤتمردافوس بسويسرا، ولحرية التعبيرعبر شبكة العنكبوت الدولية وفقا للقمة العالمية لمجتمع المعلومات- اليونسكو في18 تشرين الثاني2005م The World Summit On The Information - WSIS ، بعد أن أضحى العالم ضاحية،على حد تعبير"ماك لوهن"، فإن شبكة العنكبوت في أقطارالوطن العربي- عدا مهد رمزالإتصالات، أول عجلة في التاريخ، عراق الحضارات- شبكة أوهى من بيوت العنكبوت، فهي هدف المراقبة اللصيقةSurveillance ، بل هي بيئة قمع حديثة، كما تقررأول دراسة عربية للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. بيئة ضحيتها- ونوكد بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير3 أيار- مثل العنكبوت، وحيدا يعيش، وحيدا يموت!، ومن ضحاياها، على سبيل المثال لاالحصر، فقيدها التونسي زهيراليحياوي، المتوفى بسكتة قلبية في14 آذار2005م، عن36 ربيعا، الذي بموقعه الساخر" تونزين"، إنتقد نظام" زين العابدين بن علي"(رجل المخابرات الذي تحول الى رجل دولة)، تحت إسم"التونسي" منذ سنة2000م، وإعتقل سنة2002م، وفي18 تشرين الثاني2003م، أفرج عنه، بعد عدة إضرابات له عن الطعام، مع تضامن عدة منظمات غير حكومية معه، قد منحته جائزة مناسبة هذا اليوم العالمي، بعنوان(حرية التعبير).

 بل أن الطامة الكبرى، أن مالك الموقع على الشبكة العنكبوتية، وهو ضحية القمع السلطوي، بات يقلد جلآده متأثرا به من حيث يدري أولايدري، ويمارس دور صاحب الملك بضحالة مزاجية، مع الكاتب على موقعه، وبمنة المؤجرعلى المستأجرالذي( يدبك)على السطح ( "ولية" تخلو من مرجلة، على حد التعبيرالدارج باللهجة العراقية)، ولم يكن، ولن يكون بمستوى السلطوي ولربما لايقترب حتى من مستوى إنسانية ذلك الكاتب!. فبعض المواقع مثلا تشكو حجب السلطات السورية والسعودية لها وهي تحجب لكتاب لقناعات تافهة تلبست صاحب الملك(الموقع)!.

 مثال آخر؛ على خلفية زياراته ومساهماته على هذه الشبكة، إعتقل جهازالمباحث السعودية العامة، بالدمام، بالمنطقة الشرقية( الشيعية)، المحامي" نواف بن محمد بن سعد المطوع "(27 سنة)، قبل شهر من زفافه الخميس 28 نيسان2005م، وأودع سجن الدمام . لم تجد المباحث شيئا في جهاز الكومبيوتر الخاص به، فإعتبرت "جمعية حقوق الإنسان" المعتقل سجين رأي . في نفس التاريخ ( مولد أول حكومة عراقية إنتقالية مؤقتة منتخبة منذ نصف قرن، حلت في ذات التاريخ الذي إتخذه الدكتاثور صدام السجين

ذكرى لمولده)، نشرهنا في لاهاي، التقريرالسنوي للإستخبارات الهولندية، ويفيد بأن الشبكات الدولية للإرهاب هي داخل حدود القطرالهولندي ولكل أقطارالإتحادالأوربي. وتوجس مديرالإستخبارات الهولندية سيبراند فان هلست، خيفة من شبكات الإنترنت التي تلعب دورا في لجوء الشباب الإسلامي الى التطرف، لأن في هذه الشبكة ما يعززتطرفهم، ويسهل تجنيدهم في شبكات ومهمات إرهابية لاحقا. وأن الإسلاميين المتطرفين في هولندا أقلية صغيرة العدد بين صفوف المسلمين المتدينين(الإسلامويين،على حد تسمية موقع الإنترنت اليساري العلماني، الذي يشكو حجب آل سعود له، وهو بدوره يحجب مواضيع ليست معلبة فقدت صلاحيتها منذ العصرالسوفيتي)!.

 البعث في قطرمولده سورية برئاسة الشاب بشارالأسد المولع بالإتصالات والمعلوماتية، يحارب الإنترنت عبرفرع الكومبيوتر في المخابرات العامة وعبرالفرع رقم211 للمخابرات العسكرية، ويحجب العقول بعقال عندما يضع مفردة المنع Forbidden المروسة لصفحة بيضاء بديلة لصفحة الموقع المستهدف الحجب!. هذا الحزب الذي مذ تسلطه على مسقط رأسه(ولم يعد يتطلع للتلسط على سواه)، في8آذار1963م، يضم في قيادته إمرأة عضولجنته المركزية،" شاهناز فاكوش" عضو قيادة فرعه في مسقط رأسها ديرالزورالحدودية مع العراق، يعيش على قانون الطوارىء، وحكومته برئاسة محمد ناجي عطري( مولود في حلب شمالا1944)، تضمنت لأول مرة وزراء من خارج تنظيم البعث، مثل نائب رئيس الحكومة للشؤون الإقتصادية د. عبدالله عبدالرزاق الدردري( مولود بدمشق1964 لأب لواء في الجيش السوري)، لتتفاوض بدون شروط مع الدولة الإسرائيلية المحتلةلأرض سورية إستراتيجية هي هضبة الجولان، وجمع البعث كل صحفه الحزبية، مثل" الثورة " صحيفة الأخبارالمحلية، و" تشرين" صحيفة الأخبارالدولية، وصحف المحافظات الخمس؛ " الفرات" في ديرالزور،" الفداء " في حماة،" الجماهير" في حلب،" العروبة" في حمص،" الوحدة" في اللآذقية، فضلا عن" دمشق المساء" في دمشق، مع مجلة أسبوعية محلية وصحيفة رئيس تحريرالثورة الأسبق عميد خولي، وذلك في مؤسسة"أوغاريت"المستحدثة على رأس العام الجاري(مديرعام مؤسسة"الوحدة"، مديرعام وكالة الأنباء السورية سابقا" فايزالصايغ)، الذي لم يعدل نهجه ومنطلقاته ورسمه وإسمه في منتصفه، مع توصية المؤتمرالقطري لحزب البعث في سورية بإصدار قانون للإعلام يسمح بقيام وسائل إعلام خاصة يسمح لها بلعب دور أساس في مستقبل سورية، حسب تصريح الناطقة بإسم المؤتمر في ختامه(حزيران2005م) وزيرة المغتربين السورية"بثينة شعبان"( للمؤتمرالذي أشرف عليه فاروق الشرع، لجنة إعلام أعضائها وزيرالإعلام د. مهدي دخل الله، ومديروكالة الأنباء السورية د.عدنان محمود، ومديرالتلفزيون السوري معين حيدر، فضلا عن رؤساء تحرير الصحف الرسمية الثلاث)،مقابل ذلك صدورفقط مجلة"أبيض وأسود"السياسية منذ40عام، ذلك لإصدارصحيفة شهرية ثقافية إجتماعية شاملة بإسم"العيد الماسي" تصدر في اللآذقية باللغة العربية، ومجلة أسبوعية إعلانية خدمية فنية بإسم" صبح ومسا" تصدرفي دمشق بالعربية والإنجليزية، ومجلة قانونية فصلية تصدربإسم"القانون والقضاء المقارن" تصدرفي دمشق باللغة العربية، ومجلة إجتماعية ثقافية متنوعة نصف شهرية بإسم"رؤى الحياة " تصدرفي محافظة ريف دمشق باللغة العربية، وذلك فضلا عن إستمرار صدور صحيفة الرياضة الأسبوعية الدمشقية باللغة العربية، ومجلة سياحية شهرية بإسم"ويرتوغو" تصدربدمشق بالعربية والإنجليزية، ومجلة إعلانية سنوية بإسم"الدليل البيطري الزراعي" تصدر في دمشق باللغة العربية.

 بيد أن المعني منذ عقد من الزمن، منذ وراثة الأسد الإبن لمنصب رئاسة الجمهورية بتعديل الدستورالسوري، بشؤون المثقفين والكتاب والصحافيين، هواللواء بهجة سليمان، رئيس الفرع الداخلي251 سابقا( إدارة المخابرات العامة)، والمثقف الحداثي المتعاون مع الأميركان، وعلى صلة بالكاتب ميشيل كيلو، وبصاحب نشرة" كلنا شركاء" المهندس البعثي أيمن عبدالنور، ومراسل صحيفة"الحياة" بدمشق إبراهيم حميدي، ومحمد جمال باروت. تسابق اللواء بهجة مع ضباط سرايا الدفاع للحصول على شهادة دكتوراه، ولو بطرق ملتوية من جامعات أوربا الشرقية. حصل على الدكتوراه في الإقتصاد السياسي الماركسي الجديد من جامعة بودابست المجرية،عندما كان في سرايا الدفاع تحت إمرة رفعة الأسد. قبل 3 سنوات تابع اللواء ( بهجة) ، دعوى رئيس سرايا الدفاع ( التي حلت منتصف عقد ثمانينات القرن الماضي) السابق نائب أخيه الأسد الأب السابق،(رفعة) عم الرئيس بشارالأسد، ضد الصحافي السوري المعارض " نزارنيوف ". يوصف بأنه شريك مقاول- عمليات إرهاب في العراق، يتابع : المفتي حسون وهو يجند الشباب في المساجد ليقدمهم له، فيدربهم بمعسكرات الحرس الجمهوري بشهادات تترى عبر برنامج الفضائية " العراقية " اليومي الشهير(الإرهاب في قبضة العدالة)، في جديدة شيبانيJdaydet Shibani ، في وادي بردى غربي دمشق، بحكم علاقته بماهر(يقابل قصي صدام)الشقيق الأصغر للرئيس بشارالأسد. جنى عشرات الملايين من الدولارات من أموال العراق التي هربها صدام، وشبكات التمويل الإسلامية، وأحد أقطابها الشيخ أحمد حسون في سورية. ويتابع اللواء بهجة الدعوى التي أقامها وكالة(!) المحلل السياسي البعثي، الأستاذ بجامعة دمشق " د. عماد فوزي الشعيبي"، بمساعدة محامييه الشقيقين " خليل وزهير أحمد تعلوبة " ، ضد الصحافي السوري من صحيفة" تشرين " الدمشقية، حكم البابا، الذي جمع مقالاته المنشورة في الصحف العربية والسورية، في كتابه الموسوم " كتاب في الخوف ".

 الإدعاء على مؤلف الكتاب أعلاه بأنه؛" موظف لكنه حاقد على أبناء هذا الوطن رغم كونه أحدهم، لايرتاح له بال إلآ ببث سمومه في جسد هذا الوطن والمواطنين الشرفاء المحاربين بالقلم لما تتعرض له سورية بشكل يومي"!. وعلى المؤلف المدعى عليه المثول أمام محكمة صلح الجزاء بدمشق بجلسة إستجواب في30 من شهرأيارالجاري، بعد إرجاء بزعم عدم تبليغ المؤلف!. ويستند الإدعاء على المادة 570 ، ومايليها من قانون العقوبات السوري، التي منطوقها ؛ " يعاقب على القدح بأحد الناس، المقترف بإحدى الوسائل المذكورة في المادة 208 ، وكذلك على التحقيرالحاصل بإحدى الوسائل الواردة في المادة 373 ، بالحبس من أسبوع الى ثلاثة أشهر، وبالغرامة من 100الى200 ليرة، ويقضى بالغرامة وحدها إذا لم يقترف القدح علانية، كما يمكن للقاضي أن يعفي الفريقين أو أحدهما من العقوبة إذا كان المعتدى عليه قد تسبب بالقدح بعمل غيرمحق، أو كان القدح متبادل".

 موقع " سيريا نيوز" على شبكة الإنترنت، نقل عن " خليل معتوق " محامي المؤلف المتهم بأن ؛ " الإدعاء تم تحريكه، إستنادا الى قانون العقوبات العام، وليس على قانون المطبوعات ، مع أن القاعدة تقول أنه عندما يوجد نص قانون خاص وآخرعام ، فإن ما يطبق هوالنص الخاص . . وأن مثل هذه الدعاوى ، هي من إختصاص محاكم بداية الجزاء . يجب أولا أن نضمن حقوقنا في المحاكم، ولابد من أن يكون هناك قانون مطبوعات ، غيرالموجود حاليا، حضاري ويتماشى مع العصر والتكنولوجيا، إضافة الى وجود قضاء نزيه ليبت بمثل هذه الأمور، هذا القضاء حكم للممثل جمال سليمان على دعوى قدح وذم كان قد رفعها على الصحافي راشد عيسى بمبلغ 200 ألف ليرة، في حين أن المحكمة لم تحكم للصحافية سعاد جروس التي تعرضت لهجوم لاذع من أحد قيادات أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية(عضو قيادة الجبهة فايزإسماعيل)، تم خلالها وصفها بأنها أميركية وصهيونية، وأنها مواطنة طارئة ومن جماعة العماد ميشيل عون، لم تحكم المحكمة لجروس إلآ بـ 25 ألفا..إن ماسبق يوكد التمييز وعدم النزاهة في القضاء السوري".

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com