مقالات

يوم سلام للعالم

محسن ظافرغريب - لاهاي

 

كان الناس أمة واحدة (سورة البقرة213)، الرب إلهنا رب واحد (سفرالتثنية)، وكان الملاذ الأخيرالموسيقى التي تسمو بالروح المخاطب للروح؛ لغة كونية على أنغامها كان حفلا للموسيقى، لأستقبال الألفية الثالثة للميلاد، تجلت فيه سماحة الفن أب الدين، وشدت فيه " كارول سماحة" في لبنان؛" أنا ما بسأل، لكن حزنك قلي مين، ولابعرف أيا لون أيا دين، بعرف إنك خيي، خيي بالإنسانية"!.

 كان الثلاثاء الثالث من كل أيلول، يوم الأمراء وإقرار الميزانية المليونية هنا في هولندا، وموعد إفتتاح الدورة العادية للجمعية العامة لمنظمة " الأمم المتحدة "، وإقتراح يوم سلام للعالم، وفق قرارالمنظمة الدولية67/36 لسنة1981م، سنة أولى ليس حب بل كانت لحرب الثماني سنوات العراقية-الإيرانية، وفي7 أيلول سنة أولى ألفية ثالثة للميلاد2001م، أقر21 أيلول من كل عام (يوم سلام للعالم)، وفق قرارالمنظمة الدولية282/55.

 بوحي من إلهام أنغام حفل للموسيقى، حدث نفسه لابجريمة، بل بإنسانية الخير، مخرج الأفلام الوثائقية البريطاني"جرمي جيلي"، ليطوف العالم مع نهاية الألفية الثانية للميلاد في ستة أعوام، يسجل خلالها فيلمه عبرالقارات الست في964 ساعة!.

 وعلى أنغام ذات الموسيقى العالمية، الدبكة الكردية الشهيرة( ره ش به له ك، هربجي)، ينعي محمد شيخو، في هه ولير( أربيل)، ئازار هه له بجه؛

Ey le gule mine. Serme li ber dile mine. Ez gule nadim bi male dine. Ez li ser gule tem kustine.

 على أنغام هذه اللغة، تدعو الميساء السمراء "مرزيه فه ريقي"(1958-2005م)، من فصائل أنصار" كومه له ي زه حمه ت كيشاني كوردستاني ئيران(حزب كادحي إيران) حتى الموت عندما غادرت الى أستوكهولم، بأربعة لهجات كوردية فضلا عن الشعرالفصيح، المرأة والطفولة في شمالنا الحبيب، للحرية، فيبكيها جمهورها ويفتقدها كما يبكيها زوجها المطرب الكردي" ناصري ره زازي"، الذي إقترن بها وهي في العشرين من عمرها سنة1978م. وكانت نجمة البوب PUP " ليلى خليفة "، قد ولدت سنة1971م، في منطقة " الجميرة "، بدبي، لرجل أعمال إماراتي، يحب الخيل ويصاحب آل مكتوم، على أساس حبه هذا، لاحب الموسيقى، لكنه يقترن بإنجليزية تضع له نجمة البوب هذه، التي تغادر دبي سنة1987م، لتقول؛

" أنا إنجليزية بقدرما أنا عربية!"، فتبدأ بالغناء في فيلم"شكسبير المتيم"، لتنافس على المركزالأول في الأغنية ريكي مارتن، ثم تغني(في المشمش) " Apricot Times "، وتغني"مستحيل الإندماج مع العرب والحجاب"!.

 ومن عاصمة"الشرق الأوسع"(الممتد من كشميرالى مراكش)، مدينة السلام بغداد، بدأ الوعي المبكر يتفتح مع كل مشرق شمس من صباحات حرة الدنيا بغداد، لصبية هي إبنة موظف كان يعمل في إحدى الدوائرالتي شكلت لاحقا، أكبرسفارة أميركية في عالم مطلع الألفية الثالثة للميلاد، ببغداد، قبل سنوات من مولد"جمهورية العراق" ذاتها، هي الهاوية في مسارح بغداد منتصف القرن الماضي"جوان بايظ"، التي تفتح وعيها عندما عرفت الحب الأول، العشق الذي لاينسى حتى آخر رمق يسبق الموت، وكان فتاها بغداديا!. كذلك كان حبها الأول أول قيثارة من مهد الحضارات سومر ، عراقية، تعود إليها اليوم مثل أول مرة، عندما واجهت بها نابالم فانتوم فيتنام وإستقدام قدم العم سام، عندما إلتف حولها رفاقها العشرة المبشرة، بمناهضة الحرب. وفي سط500 ثكلى مناهضة للحرب الأميركية في العراق، قالت"بايظ"؛ تظ لبوش الإبن، أمام مزرعته في تكساس حيث تقيم وتخيم الأم سندي جيهان التي ثكلت ببكرها الوحيد في العراق!. تظ قالتها بايظ التي ناهضت وناضلت في عقد سبعينات القرن الماضي، بحفلات "وود ستوك Rock music"، بإحياء البريطاني " جو كوكر"، وبمشاركة حضره نصف مليون (60 ألف) مستمع متفرج بمشاركة 40 فرقة، وقد كان ؛ الإسم الذي زحف من أطراف نيويورك ليغزو حتى بداة مضارب السلفية الوهابية في أطراف عمقنا الحضاري، ويحمله فيلم يعبر عن كفاح الشباب بعد عام من أحداث طلآب ربيع باريس 1968م، قبل بضعة أشهر من تموزعودة " البعث الصدامي "، لآخر مرة، وهو المحظور دستوريا في العراق، والذي تحالف مع الإرهاب الوهابي بالأمس واليوم!. كان حفل " وود ستوك " ليلتي 15-17 آب1969م، بدء شعار السلم تحت شعار" أيام من السلم والموسيقى"، برعاية جون روبرتس(23 سنة)، صاحب الفكرة والمنظم والممول. ثم يعقب حرب فيتنام، كفاح الزنج قبل وعند إعلان الحقوق المدنية التي دعا إليها الأميركي الأفريقي الأسود مارتن لوثركنج، ومجازرالمكسيك وتشيكوسلوفاكيا وThe Beatles الخنافس، من أحياء مدينة ليفربول الشعبية، حيث بزغ الهم الإنساني، ليعبرعنه؛ السير بول مكارتني( مواليد1942م، الذي كان تزوج بعد وفاة زوجته، التي عاش معها ثلاثين حولا لاأبا لك يسأم، ليندا، المتوفية بسرطان الثدي سنة1998م، تزوج من عارضة الأزياء " هندر- ميللر" من مواليد 1968م)، رنكوستار، جون لينون(جون دي لون NNON، وهوالذي قتله معجبا به سنة1980م، لدى الإستخبارات البريطانية،لأنه دعم الجيش الجمهوري الإيرلندي السري الذي نزع سلاحه في وقت لاحق من العام الجاري2005م، ودعم أيضا صحيفة حزب RedMole ، ذلك التروتسكي، ليون تروتسكي سميه، الذي كانت تنتمي إليه الممثلة العالمية فانيسارد غريف حتى سنة 1997م، كما كانت روزا لوكسمبورغ، ثم لتنتقل الى الحزب الليبرالي الديمقراطي، The IRA and crets in FBI files)، جورج هاريسون، وديوان رائد الأغنية الوجدانية الفرنسية والموسيقى الحساسة المداعبة للمشاعر بقوة، "جورج موستاكي " ( بعنوان En Ballades )، وليغني باللهجة المصرية ويعجب بأداء أم كلثوم  وبصوت فيروز الملائكي،" جيمس روسز"، المولود بمصر من أبوين يهوديين، وأغنيته الشهيرة " الثورة مستمرة ". أحب فتاة مغربية مناضلة  لأجل فلسطين، سجنتها إسرائيل. وأغنيته الأشهر" فار أويه( ذهب بعيدا). وفيديو البوم الأميركي البحريني قبل أن يغني إعصار كاترينا،"مايكل جاكسون"، أسطوانة لـ"فكتورجارا"(Thriller )، ويحتوي على غيلان، البوم موسيقى الرايب للألفيتين إلياس دينلو، بعنوان " موقف إيجابي "،  توجه لأبناء حيه شودرون ولكل محبيه في ريونيون. وحول العالم Around the world، إنتحر مغني الهارد روك " كورت كونين"، وإنتحر  زعيم فرقة كوين " فريدي ماركوري "، وبعد رحلته التاريخية الى أميركا، كتب رافيل سنة 1928م، في باريس قطعته الموسيقية " بوليرو"،  فيها جملة موسيقية تتكرر بألوان أوركسترالية مختلفة لمدة ثلث ساعة مقتبسة من لحن عربي إمتزج مع الموسيقى الإسبانية الأندلسية العباسية  الزريابية الموصلية، ولابد من بغداد وإن طال السفر!.

 سبقت بياظ، المغنية الزنجية المناضلة في ستينات القرن الماضي"مريم ماكيبا "، وعازف ترومبيت " لويس أرمسترونج "( ولد في نيو أورليانز بولاية لويزيانا على رأس القرن18م 1900م وتوفي في نيويورك سنة1971م) مغني الجاز الذي ألهم الرئيس الأميركي الأسبق " بيل كلنتن " مناهضة الحرب ضد "هوشي منه" إسم القائد الذي أصبح إسم عاصمة فيتنام!. لقد شاركت بياظ في الغناء للهاربين من محاربة هوشي منه، ثم راحت تيمن ذكرى النقابي الأميركي الشهير "جوهيل" على إيقاع نشيد"بيرق الفراقد الراعشة"، وفي الخاطر أغاني الإشتراكي بول روبن، مع أغاني الإشتراكي الأوربي العجوز روب جونسن.

 في العصرالسوفيتي؛ إنبرى إيليا أهرنببيرغ، وزادانوف، في كتابة" في الأدب والموسيقى والفلسفة"، لجعل الأدب في خدمة المجتمع، لمقاومة إتجاه CIA في أميركا، لتجنيد الفنانين مثل بلوك وموسيقيين مثل سترنبيرغ للأدب التجريدي. وكان الشاعرالألماني المعاصر"يورخن ثيوبالدي" (مواليد1944م في ستراسبيرغ)، قد تأثر بجماعة البوب الأميركية A- Pop – lyriker، بعد أن تشبع برومانسية المانية كانت عند هولدرن، وجورج تراكل، وقد إستقرعند بلوغه الثلاثين من العمرعلى نهرالشيري في العاصمة برلين ذات الملايين الأربعة من السكان حيث يكثرالأجانب بما يميزها عن بقية المدن الألمانية الأقل كثافة سكانية، ومن أعماله الشعرية؛ الطبقة الثانية، قصائد من روما، بوابة الصيف1983.

ومن أعماله الروائية؛ سينما الأحد1978، جدران إسبانية1981. وقد ذكرت Suddeutsche Zeitung؛ أنه في تشرين الأول جند العريف الفيس آرون بريسلي في ثكنة داي بارك في مدينة فريديبيرغ، ثم تجند المغني الألماني ديتر بولن. سنة1949م، الفنان المسرحي الألماني" فولخانخ خرونر" وبالتعاون مع المفكر" رول أولرخ" المتحرر من الأسرالسوفيتي، يؤسس فرقد" القنافذ " البرلينية على نهج فن مسرح الكاباريه اللآتيني-الفرنسي الذي يعود الى مطلع القرن الماضي. وقد كان مسرح القنافذ ساخر ناقد لسياسة غربي المانيا بدء من نقد أول المستشارين أديناور حتى" غيرارد شرودر" المنتهية ولايته بإنتخابات أيلول2005م، نافسه مسرح عصبة الضحك وفتح النار في ميونخ.

 نجما موسيقى البوب والروك بوب دي لون صاحب أغنية هوموارد بوند، وبول سليمون صاحب أغنية " تو رامونا " وأول أسطوانة(1957م)، الفائز بجائزة جراميز، بأواخر الألفية الثانية(صيف1999م)، يبلغان57 سنة من عمريهما خلال رحلتهما الغنائية عبر30 مدينة/ ولاية بدء من ولاية كولورادو، داخل الولايات المتحدة الأميركية. مع لم شمل المغنيين كروزبي ستللز، و"ناش"، والثلاثي" ينج" و"برومس سبرنغستن"، بمعية فرقة أي ستريت غيتار مع أغنيات فلكلورية وأغنيات إيفرلي بروذيرز، وجوني كاش، والأغاني الريفية والبلوز. سيمون فشل مسرحيته الغنائية التي عرضت على مسرح البرودواي"ذا لهب من"، ونجح في الموسيقى الأفريقية والأميركاجنوبية التي يصفها بالحديقة الخلفية، وموسيقى أوربا وجزرالكاريبي. أغنية" جراسلاند " و" لم شمل أم وطفلها " مع موسيقيين من فرقته أفارقة وفرنسيون يوحدون العالم على حد تعبيره. مثله كان المغني الزنجي الفلكلوري إريك بيب في أغنيته" كوب وماعون"؛" إنها تحب القهوة، وانا أحب الشاي، لم أحاول أن أغيرها ولم تحاول أن تغيرني ، ولكنني أحبها كم أحب قصب السكر، ودائما نحن معا لانفترق، مثل الكوب وماعونه.

 كان " جون دي لون"، يعزف مع غناء الخنافس، بقيثارته إبتهالات إسلامية!، ويتغنى معهم بموسيقى البوب الشعبية " أين كل تلك الزهور؟! "، " الى متى تنهمرالقنابل لتجرم؟ الرب ياصاحبي ذهب مع الريح ! "، و" لا تقتد بقائدك". ويتزوج من فتاة يابانية. ومن الخنافس، يعتنق الإسلام " كات ستيفنسن" الإسلام. ويعزفون على قيثاراتهم أغان لإيقاظ العالم الثالث النائم( النامي)، مثل"هلموا معا"، و"ها أنذا الشمس تبزغ ". سافروا الى مشرق الشمس الهند فأدخلوا الى أنغامهم الموسيقى الهندية، وشاركوا الرهبان البوذيين تعرفهم على الجوع وإعتصموا عشرة أيام في أسرتهم.

وغنوا " أجترح الحب والثورة ولا تقترف الحرب Make love, don,t mak war "، وفي سنة1985م قاد مغني البوب الإنجليزي " بوب  كلدوف " حملة في أفريقيا ضد الفقروالجوع Live Aid ، نقلت عبر شبكات التلفزة لجمع 200 مليون دولار لإطعام الأفارقة، أنقذت آنذاك، مليون إنسان في أثيوبيا وحدها، وقيل لتسديد الفوائد لدى بنوك الغرب الدائنة، بينما كان الغرب يدعم "صدام السجين"، ليقتل أبناء الدار والجار، على بركة غيرمباركة من نعمة نقمة من نفط وماء وعرق ودم ودموع!، فهاجم تشرشل الروك الإيرلندي المعروف بالباسل" بونو بول هيوسن" تلك البنوك. وظهرت " جولي فيكس" للمحبة والسلام لتغني؛ " إذا آلموك إستغث، إذا دغدغوك أضحك، إذا ربحت دولارا أنفقه، إذا عنت ببالك أغنية ترنم بها"، و" إيه يا أرباب الحروب! "، ونقشت مجموعتها الغنائية" آمنت بالحياة ومن فيها ممن يحيى، فبعد الموت ليس ثمة موت!".

ظهر أب موسيقى الصلصة Salsa في بورتريكو" تيتو بونتي" سنة1948م، وتوفي في فاتح حزيران2000م، وترك أسطوانات مثل؛ بريد لاند أفتردارك(1956م)، نايت ريتشوال(1957م)، مومبو ديالبو(1986م)، دانس مايا(1958م). وبدأ مغني الروك الفرنسي جوني هاليداي، سنة1961م.

وإذا خلد إسم جون دي لون أحد مطار يردد أغنيته عن السماء، فما زال صوت الفرنسية " أديث بياف " والبرتغالية" أماليا رودريغز " ينتظر، أي تحية تخاطب الحكمة والعاطفة والوجدان، كما يخاطب البيان روح القدس، وبأي معنى نفهم هروب المغني التركي" تاركان"، من الإنضباط العسكري، الى الخارج، ومثله المغني الشعبي الكردي"محسن قرمزي قلو"، الذي أدى الخدمة المقدسة ويغني لحزب" الوطن الأم"، أغاني البوب ومنها؛" لماذا يطلق الأخ النارعلى أخيه ؟!"، و" كلنا أخوة لم كل هذا الغضب، لم كل هذا القتال ؟!"، بأي معنى ومبنى كان الفن أب الدين؟!.

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com