مقالات

الفتاة الفلسطينية والمشاركة في مسابقة الجمال !!!
 

سناء الانصاري

sana_957@yahoo.com


ما زالت اسواق النخاسة جارية على قدم و ساق في اغلب بلدان العالم تحت غطاء مسابقات ملكة الجمال لكن التقليعة خرجت علينا هذه المرة باستخدام هذه المسابقة لأهداف واغراض سياسية ورفع الحواجز النفسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بمشاركة فلسطينيات واسرائيليات في مسابقة ينظمها الاسرائيليون تحت شعار السلام والتعارف الزائفة حيث ادعى منظمو مسابقة الجمال في مدينة جيلو في القدس المحتلة ان هدف هذه المسابقة هو التقريب بين طرفي النزاع في الشرق الاوسط . وهذه هي المرة الثانية التي تنظم فيها هذه المسابقة، لكن الفلسطينيات يشاركن فيها لأول مرة . وتقول احدى المشاركات :\"بالطبع انا اطمح بالتتويج\" و قالت اخرى:\"انها ربحت صداقة جيرانها\"، ومما يذكر ان ثمان فلسطينيات اضطررن للأنسحاب من المسابقة بسبب تهديدات بالقتل وصلت لهن، ونحن نقول لهؤلاء الفلسطينيات اين انتن من الأم الفلسطينية التي يداس ابنها بالدبابات الاسرائيلية واللاتي فقدن فلذات اكبادهن من اجل الانسان الفلسطيني ؟ اين انتن من الاستشهاديات الفلسطينيات اللاتي يضحين بانفسهن من اجل ان تعيش المرأة الفلسطينية عزيزة كريمة حرة على ارض بلادها ؟ واين انتن من الارملة الفلسطينية التي تقتلع جرافات العدو ما تبقى من ارضها وتقطع مصدر رزقها لأقامة جدار الفصل العنصري؟ اين انتن من الفلسطينيات اللاتي يقبعن في السجون والمعتقلات الاسرائيلية؟ وإذا كانت اسرائيل صادقة فيما تدعي من السلام والتعارف فلماذا لا تفرج عنهن؟ فلا ندري الى متى تسير المرأة بغير هدى او تعقل للأمور؟ وهل صحيح ان الفتاة الفلسطينية تتصور ان تعريها امام لجنة التحكيم وجمهور المشاهدين سيغير من السياسة الاسرائيلية العدوانية وممارساتها الارهابية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل ؟ فالذي اعتقده انها تعلم قبل جميع الناس في العالم ان الادعاءات الاسرائيلية بالسلام كاذبة ولا أساس لها من الصحة وان هدفهم الاول والاخر هو تفريغ المرأة من محتواها البشري والانساني وجعلها سلعة تباع بأبخس الاثمان في سوق النخاسة... إن مسابقات ملكات الجمال التي تنتهك فيها الحرمات وتظهرعورات الفتيات ويتم تشجيعهن على عدم الالتزام بالحياء وبالأخلاق الإسلامية القويمة حرام وغير جائزة شرعًا بأي حال.وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة وعلى من يشاركن في هذه المسابقات المشبوهة أن يدركن أن كل مايؤدي إلى الحرام حرام وهي عودة صريحة إلى النخاسة والرقيق الأبيض وعلى جميع المسؤولين للتدخل لوقف مثل هذه المهرجانات الفاسدة المشبوهة، وتجنيب بلاد المسلمين أسباب سخط الله تبارك وتعالى والبعد عن كل ما يؤدي بشبابها وفتياتها إلى الهاوية وفضلا عن كل ذلك فان المشاركة في هذه المسابقات تمثل منتهى السقوط والانحطاط خاصة عندما تقع بعض الفتيات الفلسطينيات في فخ المخابرات الاسرائيلية وتشارك في مسابقة الرذيلة والعار وتساهم في عملية التطبيع مع العدو الذي لا يتوانى عن ذبح الشعب الفلسطيني دون تمييز بين الاطفال والنساء والشيوخ . ومن حق الشارع الفلسطيني ان يتساءل عن الفائدة التي يجنيها الشعب الفلسطيني من هذه المسابقات التي تعرض الأجساد ولا تعدو كونها محاكاة عمياء لمجتمعات غربية تسعى دائما إلى استنزاف الشباب المسلم بشتى الوسائل. ولاشك ان إقامة مسابقات ملكات الجمال إهانة واضحة للمرأة بشكل عام وللمرأة المسلمة بشكل خاص فكيف اذا كان الامر من تخطيط المخابرات الصهيونية التي تحاول من خلال هذه المسابقات الغاء دورالمرأة الفلسطينية التي عرفت بالتضحية والجهاد والوقوف الى جانب اخيها الفلسطيني لمقاومة الاحتلال من خلال الفتيات اللاتي شاركن في العمليات الاستشهادية ضد المحتلين الغاصبين ..انها محاولة لابعاد المرأة الفلسطينية عن دورها في مقارعة الاحتلال والشد من ازر المقاوم الفلسطيني الشاب الذي لا يدخرجهدا في التضحية بنفسه وحياته في سبيل تحرير الارض وتحقيق الكرامة للامة واستعادة المقدسات التي تئن تحت نير الاحتلال . وقد يحسب المتابع أن غاية مسابقات الجمال في كل عام إنما تنتهي بتسمية ملكة العام في الحفل الختامي. لكن غايات ( عولمة الجسد) هذه كثيرة وعديدة وأولها أن دور عرض الأزياء التي تكاثرت في الآونة الأخيرة بشكل مضطرد تتخذ من هذه المسابقات الكثيرة مناسبة للعثور على الفتيات المؤهلات لعرض الأزياء. ..وفي الختام نقول ان جمال المرأة لا يكمن في العناية بالبشرة وجمال الوجه والشعر فقط، رغم انها ضرورية ولكن هناك ايضا الاحساس بالجمال الذي ينبع من شعور المرأة الداخلي بأن كل ما حولها بهيج والحياة لا تستحق ان نحياها الا بعمق وايجابية، ولايجب ان تشعر المرأة بأن الجمال هو الشيء الذي ينقصها بل لابد ان تنمي في داخلها دوما الثقة بالنفس والاعتزاز بما حباها الله من خصال ومميزات. وان تهتم بالتزامها بتعاليم دينها وتشارك في تنمية مجتمعها وتوعية غيرها بأهمية العمل من أجل خدمة الوطن والمجتمع والناس ...


 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com