مقالات

الأهمية الجيوبوليتيكية لمدينة الحلة

الدكتور عدنان بهية / مركز البحوث والدراسات / معهد أكد الثقافي

تمهيد

 تهتم الجغرافيا السياسية بدراسة الوحدات السياسية ومقومات وجودها وتطورها، وتعتمد على عناصر البيئة الجغرافية في تفسير خصائص هذه الوحدات ومظاهر التحول فيها، وسكانها، ومواردها، وعلاقاتها، أي تأثير خصائص الجغرافيا الطبيعية والبشرية في السياسة. يتداخل علم الجغرافية السياسية مع مفهوم علم الجيوبوليتيك الذي يعني "علم سياسة الأرض"، والذي يمكن تعريفه بأنه " دراسة نظرية ( الدولة، الإقليم) كعضو جغرافي وظاهرة في المكان". وهو يدرس تأثير السلوك السياسي في تغيير الأبعاد الجغرافية لدولة وإقليم معين. وبذلك يتداخل هذا المفهوم مع مضمون علم الجغرافيا السياسية . وبينما تدرس الجغرافيا السياسية الإمكانات الجغرافية المتاحة، يهتم الجيوبوليتيك بالبحث عن الاحتياجات التي تتطلبها (الدولة أوالإقليم) لتنمو وتتطور، وعندما تشغل الجغرافيا السياسية نفسها بالواقع فإن الجيوبوليتيك يكرس أهدافه للمستقبل.

تلعب الاعتبارات الجيوبوليتيكية لأي إقليم دوراً كبيراً في تحديد ماهية العلاقات البينية ومسارات وأهداف وآليات التفاعل التي تحكم هذه العلاقات. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لعب الموقف الجغرافي لقناة السويس دوراً أساسيا في تاريخ مصر الحديث، فاق كل مقوماتها الأخرى، كما استطاعت منطقة الخليج العربي أن تقفز إلى قمة‌ الاهتمامات الدولية بثقل ثروتها النفطية، أما ساحل البصرة على الخليج العربي فقد ميزها عن بقية مدن العراق، في حين لا تزيد جبهته المباشرة على مياه الخليج عن (15) كم فقط.

 

نطاق الدراسة

لا يمكن الفصل في الخصائص الجغرافية بين الحلة وإقليمها، فهي على مر الزمان مركزاً إدارياً وتجارياً لإقليم زراعي كبير، يشكل جزءاً رئيسياً من السهل الرسوبي، حيث لعبت هذه الخصائص دوراً مهماً في قيام مدن حقق بعضها أهمية عالمية مثل بابل وبورسيبا وكيش، حتى ثبت إن الدولة بمفهومها الواضح قد نشأت في هذه المنطقة. ويرى المؤرخون، إن أول استعمال لكلمة عراق وردت في وثيقة تاريخية ترقى إلى العهد الكيشي في القرن الثاني عشر ق.م،جاء فيها اسم إقليم على هيئة أريقا، الذي صار الأصل العربي لبلاد بابل. وما حواضر بابل والحلة إلا امتداد تاريخي لعظمة إنسان هذه الأرض وتجدده.

 في الخلافة العباسية أصبحت الحلة عاصمة لإمارة امتد ملكها حتى هيت وواسط وعانه والبطحة والكوفة، وفي العهد العثماني شملت الرقعة الإدارية للواء الحلة؛ أقضية الحلة, كربلاء, الهندية, السماوة, النجف, الشامية والديوانية. بلغ سكان هذا اللواء 70000 نسمة، منها تقديرات نفوس الحلة من الذكور 11000 فرداً، بينما لم تزد الديوانية عن 3000 والسماوة عن 2400 ذكراً في نفس الوقت. حالياً يبلغ عدد نفوس الحلة (1,451,512) نسمة، وهي الأكثر نفوساً وغزارة في الإنتاج الزراعي والصناعي،و ثقافياً وتجارياً من جميع المدن المحيطة بها، وهي مؤهلة لتبوأ الصدارة في عراق ديمقراطي جديد. مدينةً تتفاعل إيجابياً مع مقوماتها ومحيطها، ومنفتحة على العالم بثقلها الحضاري ومقومات نهضتها الجديدة.

 

أهمية الدراسة

تأتي أهمية الدراسة في الكشف عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الاعتبارات الجيوبوليتيكية لمنطقة الحلة على واقع المنطقة ومستقبلها في ضوء مقوماتها الداخلية والخارجية .

 

المرتكزات الإستراتيجية على المستوى الوطني والدولي

 نبدء بتحليل الواقع الجغرافي العراقي، من أجل وضع رؤية جيوبوليتيكية تؤدي وظيفة أساسية في تغيير صورة العراق ومستقبله واستقراره ورسم ملامح سياسته الخارجية. إن ذلك يلقي الضوء على مجموعة مرتكزات تشكل أرضية الدور العراقي الفاعل، ومن أبرزها:

1- المرتكز الاقتصادي؛ حيث يعد النفط المصدر الرئيسي للثروة في العراق. كانت هذه الموارد كافية لتحقيق تطور اقتصادي واجتماعي يجعل العراق واحداً من أكثر الأنظمة المتوازنة اقتصاديا، إلا إن سوء الإدارة أدى إلى تدهور هذه الثروة، حول العراق إلى دولة مدينة تعاني من حالات تضخم حادة. ورغم كل ما حدث، تبقى هذه الثروة الستراتيجية في ظل إدارة وطنية صادقة ركيزة أساسية لبناء دولة عصرية مزدهرة تؤمن رفاه كل الشعب العراقي.

2- المرتكز العسكري؛ تأتي قدرة العراق العسكرية من عاملين رئيسيين، هما؛ عدد سكانه وموارده المالية ودوره كقوة توازن إقليمي مع دول الجوار، وإن أي إغفال لهذا الدور يفسح المجال لخلخلة أمن البلاد واستقرارها وسيادتها وتخريب اقتصادها.

3- المرتكز الجغرافي : يمتلك العراق مقومات القدرة السكانية والعسكرية التي تعتمد على موارد طبيعية وثروة اقتصادية مهمة، تتطلب وتؤمن في نفس الوقت وحدة البلاد وتماسك الشعب بكل فسيفساءه من زاخو إلى الفاو، وتضمن التطور لكل أرجاءه.

 أن جمع قوة هذه المرتكزات، يدعم قدرة العراق في البناء الداخلي وقدرته على لعب دور محايد وإيجابي في محيطه الإقليمي،وبذلك يمكن بلورة رؤية العراق الجيوبوليتيكية كما يأتي:

1- ضرورة الحفاظ على وحدة العراق الجيبوليتيكية وأمنه واستقراره الداخلي.

2- أهمية عودة العراق إلى عمقه العربي ودعم استقرار المنطقة وشعوبها.

3- دعم بناء ثالوث السيادة ( الدستور، المؤسسات الدستورية، شرعية السلطة )، كون العراق يشكل العراق أهم مرتكزات الأمن الإقليمي وبدونه وبضعفه تشهد البيئة الإقليمية اختلال بمعادلة الأمن العربي والإقليمي.

4- السعي للخروج إلى العالم بفكر إسلامي معتدل يتلائم مع مفهوم حوار الحضارات.

6- تعزيز التوازن الإقليمي في مجالات السياسة والاقتصاد وأسس البناء الديمقراطي الفاعل.

لقد وضعنا في هذه العناصر الإطار الجيوبوليتيكي الحاضن لمنطقة الفرات الأوسط، باعتبارها الأكثر سكاناً في العراق، ولمنطقة الحلة باعتبارها المفتاح والمحرك الأهم في هذه المنطقة.

الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الحلة

 يمكن التعرف على الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الحلة من وجهة نظر الجغرافية السياسية من خلال بعدها الجغرافي، الاقتصادي،التاريخي والثقافي.

 

الأهمية الجغرافية

ليس هناك مثال أفضل من منطقة الحلة، من حيث تأثير العامل الجغرافي على المجتمع، يقول الدكتورعلي المهداوي في كتابه" الحلة كما وصفها السوّاح الأجانب في العصر الحديث" : القرب من بابل القديمة ووقوعها على مفترق طرق المواصلات البرية وتوسطها بين بغداد والأماكن المقدسة في النجف وكربلاء, وموقعها على الفرات الذي يربطها بأعالي الفرات وبجنوب العراق فالخليج العربي أكسبها الأهمية الاستثنائية، ونورد أهم ما جاء فيه ؛

1- الموقع من خطوط الطول والعرض، جعل مناخها قاريا واعتمادها على الزراعة السيحية.

2- الموقع على نهر الفرات، نشأت الحلة وتطورت على فروع الفرات الذي غير مجراه خمس مرات فوق ارض المحافظة. وما بين حرارة الأجواء ووفرة المياه وخصوبة الأرض تمتد غابات النخيل لتجعل من الحلة واحة دائمة الخضرة, وبعد أهمية الفرات الزراعية والتجارية والعسكرية فان موقع المدينة على ضفافه جعلها تبدو أكثر جمالية، كما ورد في كتابات الرحالة الأجانب الذين زاروا الحلة في القرون الوسطى والحديثة.

3- الموقع من بابل القديمة، اكسب الحلة شهرتها وعراقتها, حتى قيل إنها وريثة مجد بابل. فالمنطقة يطلق عليها ارض بابل، وقيل بأن الحلة بُنيت عام 495هـ من طابوق بابل القديمة. وما أجمل قول ديولافوا: الحلة من إنشاءات العهد الإسلامي بطابوق البابليين, وفي بنائها أشرقت شمس البابليين على شط الفرات من جديد.

4- قرب الموقع من بغداد، زادها أهمية سياسية وتجارية وأمنية, فشبهها بارسنز ببغداد الصغرى, وقيل إنها اكبر مدينة بين بغداد والبصرة، وهي ملتقى تُجّار بغداد.

5- الموقع من الناحية التجارية، أن موقع الحلة شكل منها عقدة طرق برية ونهرية، تجارية وعسكرية مهمة، جعلها بمثابة قلب الشرق، منها يمكن الوصول إلى حلب والبحر المتوسط وتركيا وجنوبا إلى البصرة فالخليج العربي. المهمة الأخرى للنهر هي استخدامه في الحملات العسكرية لنقل الجنود والذخيرة والمؤن من الحلة نحو مناطق ألازمات التي تهدد الحكومة في بغداد.

 

الأهمية الديموغرافية

 ساعدت الطبيعة والموقع الجغرافي والحوادث التاريخية في جعل العراق موطنًا قديما للإنسان، إذ أصبح منطقة جذب لحركة الهجرات البشرية منذ آلاف السنين. أنشأ السومريون دويلاتهم في جنوب العراق في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، ثم الساميون من شبه جزيرة العرب ومنهم الأكديون والبابليون والآشوريون، وأقوام جبلية من الشمال منهم الكوثيون والحيثيون والميديون، ومن الشرق الأخمنيون والفرثيون والساسانيون، أقام العرب دولة المناذرة أولاً، ثم جاء المسلمون ليعيدوا العراق لحاضنته العربية . وبعد سقوط الدولة العباسية جاء المغول، ثم القبائل التركمانية، ثم الصفويين الذين استمر حكمهم حتى 1638م، ثم الحكم العثماني حتى عام 1917م، وهو تاريخ الاحتلال البريطاني للعراق.و بذلك تتكون الصورة البشرية في الحلة الآن من التراكيب الآتية:

1- التركيب القومي، يقول الأب فليب الكرملي إن سكان الحلة في بدايات القرن السادس عشر، ينحدرون من قبائل عربية معروفة غالبيتهم من المسلمين وعدد من المسيحيين والأرمن واليعاقبة والنساطرة واليهود، مما يدل على الطبيعة السلمية والتسامحية لسكان المدينة آنذاك.و العربية هي اللغة الأساسية لسكان الحلة.

2- التركيب العمري والنوعي للسكان، يصنف السكان إلـى ثلاث فئات رئيسة: الأولى، أقل من 15 سنة، ونسبتها نحو 46.2%. الثانية، ما بين 15سنة إلى 64 سنة، وهي الأهم في المجتمع لكونها تمثل سن العمل وتتحمل إعالة الفئتين الأولى والثالثة، ونسبتها 50.3%. بينما الثالثة كبار السن، وتبلغ نسبتهم 3.5% . ويقودنا التركيب العمري إلى نسبة الإعالة العالية جداً والتي تضم صغار وكبار السن والإناث غير العاملات . تشكل الإناث حسب إحصاء 1997م حوالي 50.16%، بينما الذكور49.84%، أما سبب ارتفاع نسبة الإناث فهو الحروب والحصار الاقتصادي وانخفاض مستوى المعيشة والهجرة خارج العراق.

 

الأهمية الاقتصادية

 أن الأهمية الاقتصادية لمنطقة الحلة ناتجة من أهميتها الزراعية والبشرية والصناعية والسياحية بشقيها الدينية والتاريخية. تعتبر المنطقة الأولى زراعياً في العراق والشرق الأوسط عموماً،وفي بدايات القرن العشرين، كانت الحلة تنشط في الأعمال الزراعية والتجارية والصناعات اليدوية، في عام 1908 كان في المدينة ما يزيد على (30 مقهى، 18 خان، 8 حمام عام، 17 مخزن لحفظ المؤن، 120 علوة لتجارة المحاصيل الزراعية و2126 دكان).

أهم تجارتها الحبوب، حيث تقوم تجارة الرز والحنطة والشعير والماشية، تصدر ضمن قوافل تجارية إلى بغداد والبصرة. وللدلالة على حجم هذه التجارة، في عام 1908 صدرت الحلة في موسم واحد : 400 طن من القمح، 600 طن شعير، 155 طن رُز، 1000 ثور وبقرة 600 جاموس، 300 حصان، 200 حمار، 50 بغل، 700 جمل، 5000 خروف. كما تشكل محور السياحة الدينية والتاريخية من خلال العدد الكبير من الأضرحة والمقامات والمواقع الأثرية والتراثية المتناثرة مثل حبات عقد ماسي أنفرط على هذه الأرض.

 

الأهمية الصناعية

تسهم الأهمية الصناعية في تنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الشكل العمراني وشبكات النقل والخدمات. الحلة لم تكن مدينة صناعية بالدرجة الأولى، إلا إنها تتفوق في عدد العاملين وعدد منشآتها على كل مدن الفرات الأوسط، فهناك بعض الصناعات العريقة كالنسيجي اليدوي والميكانيكي وصناعات المواد الغذائية؛ مثل (الدبس) وكبس التمور وجرش الحبوب وطحنها، وتأتي الحلة بعد بغداد في هذه الصناعة.هناك صناعات يجب ان تعطى الأولوية بالعناية والتطوير بسبب أهميتها وهي؛ الصناعات الغذائية وحقول الدواجن، تربيةالأسماك،والصناعات النسيجية والجلدية، فهي تؤلف نسبة عالية في الأساس الاقتصادي للمدينة وتتوافر لها الإمكانات اللازمة للتطوير. 

 

الأهمية التاريخية والثقافية

 يقول الحموي: إن الحلة مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمى الجامعين، وأول من عمّرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الاسدي، وذلك في محرم سنة 495 هـ، فنزل بها بأهله وعساكره وبنى المساكن الجليلة والدور الفاخرة، وقد قصدها التجار، فصارت أفخر بلاد العراق وأحسنها.وهي وريثة مجد بابل، معقل العلم قبيل الإسلام وبعده ومركز التلاقح العقلي بين مفكري الأمم ومعقل الشيعة الإمامية، ومنها انتقلوا إلى بغداد يستلهمون المنعة والقوة, وبقيت كذلك حتى بعد سقوط بغداد 656 هـ.

 

1- الهوية الثقافية

 تعد الحلة من المراكز الثقافية العربية والإسلامية المهمة، أنجبت عقول نيرة مبتكرة في ميادين الفلك والعلوم والأدب والفنون، ضارعت بغداد في العطاء والإبداع، نبغ فيها في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي زهاء خمسمائة عالم في علوم مختلفة. في كتابه (تاريخ المسرح في الحلة)، يقول الدكتور علي المهداوي، قدمت على خشبة المسرح الحلي(658) مسرحية ((برزت أسماء رائدة كان لمدينة الحلة نصيب فيها، فقد كتب الأديب الدكتور محمد مهدي البصير مسرحيتين عن معطيات الواقع عام1920م، عرضت فيها مسرحية الأصدقاء لمدارس الفرات الأوسط 1926م،أما مديرية تربية بابل فقد قدمت (375) مسرحية .

 عرف الحليون المدارس الحديثة مع بدايات القرن العشرين حيث الرشدية والإبتدائية والخاصة، وحالياً ورغم العدد الكبير من المدارس والمعاهد وجامعة بابل، يشكل الأميون في الحلة نسبة 22.85%، بينما 3.25% يحملون شهادة جامعية أولية، و0.15% حملة شهادة الماجستير و0.06% من حملة شهادة الدكتوراه.

 

2- الـهوية التراثية

وصف نيبور الحلة عام 1765؛ بأنها واسعة وأدهشته بساتين النخيل المحيطة بها فجعلتها أكثر جمالية. يقول ولستي عام 1837 تدل الجوامع والأسواق على سعة ثرائها. يقول آلويّ بان سور الحلة من الأسوار الجيدة التي شاهدها عام 1838، بقي السور شاخصاً حتى قرر الإنكليز هدمه عندما دخلوا الحلة عام 1917 لأسباب أمنية وعسكرية، وللمدينة جسر من القوارب يقوم على 32 عوامة ربطت ببعضها بالسلاسل.

يقول الدكتور نوري المرزوق عن فن العمارة، الحلة لم تحافظ على خصوصيتها العمرانية والأثرية، فأصبحت الضرورة ملحة للحفاظ على الشواهد الأثرية، الحلي فتح عينه وهو يعيش قرب آثار أهم مدن التاريخ وهي مدينة بابل ورأى بأم عينيه تلك الآثار من معابد ومدارس وشوارع وجنائن.بعض أبنية المدينة القديمة تجسد استدامة تقاليد وفنون العمارة الإسلامية، وهي حصيلة القيم الفكرية والأخلاقية. وتعتبر دائرة التخطيط العمراني الواجهة الرسمية المسؤولة عن شكل المدينة وتطويرها معماريا وهندسيا وصون المعالم الاثرية، والحرص عليها لاجل ان يبقى شكلها شاهداً على عظمتها .

 

الأهمية العسكرية

 يمكن تقييم الأهمية العسكرية لمدينة الحلة عبر حقب التأريخ، من خلال؛

1. عدم وجود مانع مائي وطبيعي يفصلها عن مركز القرار السياسي في بغداد.

2. نقطة الانطلاق للحملات العسكرية لإخماد ثورات الفرات الأوسط ضد الحكومة.

3. مركزا تجاريا هاما يجتذب الزراع والتجار بسبب جودة طرق المواصلات .

4. البوابة السياسية للإلتقاء مع عشائر الفرات الأوسط والجنوب.

5. بعدها عن الصحراء يحصنها من تأثيرات الصحراء المناخية وخطر الوهابين.

 

 الأهمية السياسية

تنبع الأهمية السياسية من تفاعل المعطيات السياسية والاقتصادية والجغرافية والديموغرافية، لتشكل ملامح نظام إقليمي ذو أهمية سياسية كبيرة في تاريخ العراق ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. والأهمية السياسية للحلة تأتي من خلال تحليل مفهومين أساسيين : الأول متداخل، يدور حول الأهمية الإقتصادية والديموغرافية، والثاني ينبع من الموقع الجغرافي الذي يتداخل مع مواقع صنع القرار السياسي في العراق .

مقومات البناء الحديث

 إن عملية البناء الحديث في إطارها الفكري والعملي تستلزم استحضار مقومات البناء الأساسية، والمتمثلة بـ ( الشعب، الإقليم، السيادة). هذه المقومات تستوجب وجود وشائج تجعل من الإقليم حقيقة حية وحيوية. وهي وشائج وعلاقات تصنعها المدن بأسواقها وإنتاجها وتجارتها ومؤسساتها العلمية والدينية وملامح تاريخها وتراثها، كما تصنعها المؤسسات السياسية والإدارية التي تحكمها وهويتها الوطنية. في الحلة نقف أمام تخطيط آني ومستقبلي يضمن بلوغ المقومات الآتية؛

1- مقومات اقتصادية (اقتصاد سوق حر يؤمن سهولة العرض والطلب ويشجع الاستثمار والمبادرة الفردية والجماعية والملكية الخاصة ) وهي الحامل الاقتصادي للبناء.

 2- مقومات اجتماعية ( طبقة وسطى كبيرة الحجم نسبيا، ميسورة اقتصاديا ومستنيرة عقليا ) وهي الحامل الاجتماعي .

3- مقومات سياسية ( انتخابات، دستور، تعددية حزبية، إعلام وصحافة حرة، مؤسسات الضبط الاجتماعي والقضاء المستقل، احترام حقوق الإنسان حرية التعبير وحرية المرأة) وهي الحامل السياسي.

4- مقومات فكرية ( هيمنة الحوار العقلاني، الفردية، العلمانية، ثقافة التسامح والتعددية والديمقراطية) وهي الحامل الفكري والثقافي.

 

إستراتيجيات البناء الديمقراطي الجديد

 تعكس الإستراتيجية مسؤولية تحقيق الأهداف ذات العلاقة بنمو وتفاعل المقومات أعلاه وفقا لاعتبارات الواقع والموارد المتاحة حالياً، ونحن في هذه المرحلة في أمس الحاجة لاستراتيجيات وأهداف واضحة من اجل النهوض بواقعنا، وكما يأتي؛

 

الأهداف السياسية

1- المحافظة على وحدة العراق وسلامته الإقليمية وسلامة مواطنيه.

2- حماية الأمن القومي والداخلي.

3- تحقيق الاستقرار للبيئة الداخلية من خلال تقوية دور المؤسسات الحكومية والدستورية.

 

الأهداف الاقتصادية

1- المساهمة الفاعلة في إعادة بناء الاقتصاد والسير في عملية التنمية الاقتصادية .

2- إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية وتطوير القطاعات الحيوية في عملية إعادة البناء.

3- بناء علاقات أساسها الشراكة الاقتصادية والتجارة الحرة وجذب الاستثمارات الأجنبية.

4- تفعيل دور رأس المال الوطني والمحلي في الاقتصاد وحماية المنتج الوطني والمحلي .

 

الأهداف الأمنية والعسكرية

1- تعزيز البناء الإستراتيجي للقوات المسلحة ومؤسسات الضبط الاجتماعي.

2- زيادة الاعتماد على الأجهزة الأمنية الوطنية للإسراع في تسلم الملف الأمني .

3- الاستفادة من دعم القوات المتعددة الجنسيات في تطوير وبناء القوات الأمنية الوطنية .

4- لا تستقيم عملية البناء بدون الأمن، الذي يرتكز على منع أسباب ومظاهر العنف، فهناك تداخل واضح بين تحقيق الأمن والقدرة على النهوض بأعباء التنمية، حيث لا يمكن تحقيق الأمن دون ضمان الحدً الأدنى من التنمية على المستوى المحلي والوطني.

 

الأهداف الاجتماعية

1- المحافظة على سلامة وتماسك المجتمع وتحصينه من أشكال التخريب والجريمة .

2- التمسك بمبدأ التوافق الوطني لجميع مكونات المجتمع وتحقيق المصالحة الوطنية.

3- تفعيل الهوية الوطنية والتلاحم المجتمعي وتجاوز الولاءات الضيقة .

4- حماية منظومات المجتمع العقائدية والقيمية والثقافية في مناخ الانفتاح الايجابي على العالم مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية للمجتمع .

5- بناء ثقافة وطنية قائمة على الوحدة والتعددية والعدالة ومنع التهميش والإقصاء.

6- المحافظة على الاستقرار الاجتماعي وإقصاء كل أشكال النعرات العرقية والقومية والطائفية،التي تهدد تماسك النسيج الاجتماعي.

7- السير في عملية التنمية الاجتماعية وتطوير قطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والبحث العلمي والضمان الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني.

  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org