دنيا ميخائيل

ولدت دنيا ميخائيل في بغداد سنة 1965 حصلت على بكالوريوس أدب انكليزي من جامعة بغداد ، كلية الآداب، وماجستير آداب شرقية من جامعة " وين ستيت" الأمريكية. تعيش حاليا في ولاية ميشغان حيث تدرّس لغة عربية في مدرسة ابتدائية. نالت جائزة حقوق الانسان في حرية الكتابة من الأمم المتحدة ، 2001 . أعمالها المنشورة: "مزامير الغياب" (دار الأديب البغدادية ، بغداد ، 1993)، "يوميات موجة خارج البحر" (دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1995 ). هناك طبعة ثانية، صدرت عن دار عشتار (القاهرة ، 2000)، "على وشك الموسيقى" (دار نقوش عربية، تونس، 1997) و"الحرب تعمل بجد" (دار المدى، دمشق، 2001)..

 

 الحرب تعمل بجد

كم هي مجدّةٌ الحرب
ونشطة
وبارعة‍!
منذ الصباح الباكر
تبعثُ سيارات إسعاف
إلى مختلف الأمكنة
تؤرجح جثثاً في الهواء
تزحلق نقالات إلى الجرحى
تستدعي مطراً من عيون الأمهات
تحفُر في التراب
تُخرج أشياء كثيرة
من تحت الأنقاض
أشياء جامدة براقة
وأخرى باهتة ما زالت تنبض
تأتي بالمزيد من الأسئلة
إلى أذهان الأطفال
تسلّي الآلهة بإطلاق صواريخ
وألعاب نارية في السماء
تزرعُ الألغامَ في الحقول
تحصدُ ثقوباً وفقاعات
تدفعُ عوائلَ إلى الهجرة
تقفُ مع رجال الدين
وهم يشتمون الشيطان
(المسكين يدهُ مازالت في النار تؤلمهُ)
الحربُ تواصلُ عملها صباح مساء
تُلهمُ طغاةً لإلقاء خطب طويلة
تمنحُ الجنرالات أوسمةً
والشعراءَ موضوعاً للكتابة
تساهمُ في صناعة الأطراف الإصطناعية
توّفُر طعاماً للذباب
تضيفُ صفحات إلى كتاب التاريخ
تحققُ المساواة بين القاتل والقتيل
تعلّمُ العشاقَ كتابة الرسائل
تدرّبُ الفتيات على الانتظار
تملاٌ الجرائد بالمواضيع والصور
تشيّدُ دوراً جديدة لليتامى
تنشّطُ صانعي التوابيت
تربتُ على أكتاف حفاري القبور
ترسمُ ابتسامةً على وجه القائد
إنها تعملُ بجد لا مثيل له
ومع هذا لا أحد يمتدحها بكلمة .

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com