لقاءات

 

الشاعر هادي الربيعي: يدي التي تحترق هو آخر انجازاتي الشعرية

 

حوار: ايمان بلال / بنت الرافدين / كربلاء

 

الشاعر هادي الربيعي من جيل الستينات الشعري الذي ترك بصمات واضحة وعلامات مميزة في الشعرية العراقية المعاصرة ما زال تأثيرها مستمرا حتى الان وللشاعر الربيعي عدد من المؤلفات الشعرية والنقدية من بينها  عالم الملائكة / نقوش على نصب الشهيد / ارتحالات/ البحث عن الزمن الأبيض/ العشاء الأخير وغيرها , وفي هذا اللقاء نحاول ان نلقي الضوء على جوانب من تجربة الشاعر هادي الربيعي:

 

-   اين يقف الشاعر هادي الربيعي من حركة الأحداث؟

* اعتقد اننا نقف جميعا في قلب الأحداث ونعيشها ونتنفسها يوميا ونأسف لكل هذا الذي يحصل في هذا البلد الذي لا يستحق كل هذا العناء فقد عانى الكثير طوال مرحلة تأريخية عصيبة وحين شهد التحولات الجديدة تفاءلنا خيرا بأن هذا الشعب سيحظى اخيرا ببعض الراحة ولكن ها هي الأحداث تؤكد ان هذا الشعب لم يعد يحلم الا بأبسط المتطلبات التي تجعله يواصل الحياة / نعم المرحلة شائكة ومعقدة وعلى الساسة الذين اختارهم هذا الشعب تحت وطأة الارهاب والتهديد ان يثبتوا انهم جديرون بالثقة الغالية التي منحها لهم هذا الشعب والحقيقة ان الناس فقدوا ثقتهم في الكثير من الأسماء التي استطاعت ان تجتذب البريق ولكنها فشلت في امتحان الثقة عند استلام موقع المسؤولية

 -  هل كتبت القصائد الوطنية ؟

* كيف لا يكتب أي شاعر قصائد وطنية وهو يرى بلده يعيش كل هذا العناء اليومي

والفناء الجماعي نعم كتبت عشرات القصائد الوطنية واليك واحدة منها بعنوان بغداد:

بغداد عاصمة الزمان تألقت

في صدره وبها تألق َ سيّدا

لولا نثار ُ البعض من ازهارها

لرأيت عمراً قاحلا يمضي سُدى

ورأيت عنر الأرض يسبق عمرها

ورأيت وجها بالغيوم تلبّدا

لكنها نبع السلام ونهره ُ

فتوحدت في نبعه وتوحدا

يطوي جناحا الجميع أحبة ً

فهنا كنيستها تقبل مسجدا

وهنا نوافذها تزيح ستائراً

للشمس كي تمضي لتغمر معبدا

- اين يجد هادي الربيعي نفسه ؟ اعني في أي انواع الشعر؟

* أنا اكتب القصيدة العمودية وأكتب قصيدة التفعيلة وأكتب قصيدة النثر وكل لون من هذه الألوان له خصوصيته وطبيعة اشتغاله وحقيقة الأمر انني اجد نفسي في جميع ما اكتب ولكنني قد اميل الى القصيدة الدينية لأنني اكتبها بروحانية عالية واعشيها من الداخل واحيانا القصيدة هي التي تكتبني فهناك اتصال لا افهمه بيني وبين القصيدة الدينية ..ربما يلعب العمر دورا في ذلك وأنا اعمل منذ فترة طويلة لانجاز ديوان قلائد الدرر الذي يتحدث عن مناقب اهل البيت عليهم السلام وارجو ان اوفق في ذلك

ويسرني ان هذه القصائد تلاقي صدى مقبولا من عدد كبير من القراء وتأتيني رسائل من مواقع كثيرة على الأنترنيت تطلب هذه القصائد وتنشرها على مواقعها واعتقد ان التوفيق الآلهي يلعب دورا في ذلك

- هل كتب هادي الربيعي القصيدة الغزلية؟

* نعم اصدرت ديوانا بعنوان / احبك الآن احبك غدا/ هو بمثابة تحية الىالشاعر نزار قباني الذي التقيت به في احد المؤتمرات الثقافية وكان لنا لقاء طويل تحدثنا فيه الشعر وكان ذكيا في رده على انتقاداتي التي تتعلق بالحط من شأن المرآة في بعض قصائده ومن قصائد هذا الديوان اذكر لك هذه الأبيات :

لا أسأل ُ الزمن القديم لعلّه ُ

يأتي وقد حمل الشباب وغابا

فانا بنور العشق اعبر عالمي

وأمر ما بين الشباب ..شبابا

=====

شلاّل ً شعرك حين نام على يدي

احسست ُ مسرى الماء في اعماقي

ونهوضَ أزهار وصحوَ حدائق ٍ

ونثيثَ أمطار ٍ وهمسَ سواقي

- ما الذي يشغل هادي الربيعي الآن ؟

* أنا منشغل بالموقع الشخصي الذي افتتحته مؤخرا واعتقد ان هذا الموضوع يأخذ معظم اهتمامي فهذا الموقع هو نافذتي على العالم ويحتاج الى جهد متواصل قد يستغرق اكثر من عام ليكون بالمستوى الذي اطمح اليه ويتطلب هذا تحويل جميع كتاباتي الى اقراص لأضافتها الى هذا الموقع ويسرني ان هذا الموقع بدأ يلاقي الأقبال رغم انه ما زال في طور الأنشاء والموقع هوhadialrubaie.net.ms

ويمكن الوصول الى الموقع عبر الباحث جوجول المعروف

- وما هي آخر انجازات هادي الربيعي؟

*آ خر ما أنجزته هو ديوان شعري جديدي يحمل عنوان / يدي التي تحترق / وقد نشرته في موقعي كبداية الى ان يتاح نشره على كتاب . وقد حاولت في هذا الديوان ان اختصر تجربة العمر في كتابة القصيدة الحديثة فهو مجموعة من قصائد النثر التي حرصت على ان تكون بمستوى يليق بأسم هادي الربيعي الذي يحرص ان يكون جديرا بالقراءة من خلال احترامه للقاريء ولا ادري فيما اذا كنت قد وفقت في ذلك وذلك ما اتركه للقاريء الكريم

- الا ترى غرابة في عنوان المجموعة؟

* ربما .. ولكن اليد هي التي تشيد الوجود . هي اداة البناء على الأرض؟؟ هي العنصر الأهم الذي تُشيد به الحياة .. ولكن هناك من يريد لهذه اليد ان تكون عاطله ليعيد حركة الأشياء الى الوراء ؟؟ اليد تحترق ولكنها تواصل الكتابه وذلك هو المغزى الأعمق ولا اخفيك ان عنوان اية مجموعة يتعبني اكثر من كتابة المجموعة بأكملها .. العنوان محنتي الدائمة ولم اجد افضل من هذا العنوان للتعبير عما احسه .

وفي ختام هذا اللقاء لايسعنا الا ان نتقدم بالشكر الجزيل للشاعر الكبير هادي الربيعي الذي لم نشعر بمرور الوقت معه لانه اضفى على اللقاء من روحه المرح والبهجة والشباب الذي لا زال يتمتع به لحد الان متمنين من الله عز وجل ان يمن على شاعرنا بدوام الصحة والعافية وتقديم المزيد من العطاء الادبي . 

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com